غایت المطلوب
غاية المطلوب في الأثر المنسوب لعامر المالكي
الله ما خفف وأكره إلي ما ثقل وإتمام الوضوء إسباغه في مواضعه وخيار أمتي الذين يتوضئون بالماء اليسير فإن الوضوء يوزن وزنا فما كان منه بتقدير وسنة رفع وختم تحت العرش فلا يكسر إلى يوم القيامة كتاب الصلاة وفرائضها وسنتها ومن طريق ابن عباس أن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) بعث معاذا إلى اليمن وقال له إنك تأتي قوما من أهل الكتاب فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله محمد رسول الله فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله عز وجل افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة وقال عليه السلام عام حجة الوداع أيها الناس أنه لا نبي بعدي ولا أمة بعدكم فاعبدوا الله ربكم وصلوا خمسكم وصوموا شهركم ( 110 ) وأدوا زكاتكم طيبة بها أنفسكم وأطيعوا ولاة أموركم تدخلوا جنة ربكم وقد روي عن البني ( صلى الله عليه وسلم ) من طريق عروة عن أبيه أنه قال إذا حضر الخلاء وأقيمت الصلاة فابدؤوا بالخلاء وروى عنه من طريق عائشة عليها السلام أنه قال إذا وضع العشاء وحضرت العشاء فابدؤوا بالعشاء وروى عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) من طريق ابن عمر أنه نهى أن يصلي الرجل صلاة في يوم مرتين وروى عن علي بن أبي طالب أنه قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يا علي أني أحب لك ما أحب لنفسي وأكره لك ما أكره لنفسي لا تقرأ راكعا ولا ساجدا ولا تنظر قبل وجهك ولا عن يمينك ولا تصلي وأنت عاقص شعرك ولا تقعدن على عقبك في الصلاة ولا تفترش ذراعيك في الصلاة كما يفرش الكلب ولا تعبثن بالحصى في الصلاة وروى عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) نهى عن الاختصار قلت وهو أن يضع المصلي يديه على خاصرتيه في الصلاة وروى عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) أنه قال أفضل الصلاة أطولها قنوتا أي قياما وقال النبي ( صلى الله عليه وسلم ) لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب وقال عليه السلام اعتدلوا في ركوعكم وسجودكم ولا ينبسطن أحدكم كانبساط الكلب وقال عليه السلام تحريمها التكبير وتحليلها
(1/93)
التسليم وروى بعض الصحابة أن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) أنه قال آمرك بثلاث وأنهاك عن ثلاث آمرك بصيام ثلاثة أيام من كل شهر ولا تنام إلا عن وتر وركعتي الضحى قال ونهاني عن التلفت في صلاتي التفات الثعلب وأن اقعى اقعاء القرد ولا انقرها نقر الديك ومن الأثر حدثني أبو مروان سليمان بن عبد الرحمن قال قال في الحكم بن بشير إذا صليت الفرائض فكن فيها موجزا غير مستريح فإنه أحرى أن لا يزلك الشيطان ( 111 ) وإذا صليت النوافل فإن شئت فأطل وقد روي أنه قال الأعرابي تركع حتى تطمئن راكعا ثم ترفع حتى تعتدل مسروق عن أبي بكر أنه كان كأنما يقعد على الرضف إذا انصرف عن الصلاة حتى يقوم بلغنا والله اعلم أن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) قال من حافظ على الصلوات الخمس فصلاهن في وقتهن غير مضيع لهن ولا مفرط فيهن حشره الله يوم القيامة مع إبراهيم خليله ومع محمد نبيه ( صلى الله عليه وسلم ) جميعا ومن لم يحافظ على الصلوات الخمس ولم يصلهن لوقتهن أو ضيعهن أو فرط فيهن حشره الله مع أبي بن خلف ومع قارون وفرعون ذي الأوتاد وبلغنا أن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) قال أن الصلوات الخمس إذا حوفظ عليهن فصلاها لوقتها وأتم ركوعها وسجودها صعدت ولها نور يفتح أبواب السماء تشفع لصاحبها وتقول حفظك الله كما حفظتني وإذا ضيعها وأخرها عن وقتها صعدت وليست لها نور تغلق دونها أبواب السماء وتلف كما يلف الثوب الخلق ويضرب بها وجه صاحبها وتقول ضيعك الله كما ضيعتني وبلغنا أن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) قال ألا أدلكم على ما يمحوا الله به الخطايا ويرفع به الدرجات قالوا بلى يا رسول الله قال إسباغ الوضوء في المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلك الرباط فذلك الرباط وبلغنا أن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) كان يقول من حافظ على الصلوات كان له نور وبرهان وفلاح يوم القيامة ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا فلاح يوم
صفحہ 99