للناس وذكر أبو الحر علي بن الحصين رحمه الله في رسالته إلى الإمام عبد الله بن يحيى الكندي رحمه الله قال فيها الله الله يا أخي أن تعمي بعد البصر وتضل بعد الهدى وبعد معرفة الإسلام وبعد أخلاص طاعة الله بالتقوى فإن أولى الألباب والنهي لم يكونوا أهل لهو ( 79 ) ولا لعب ولم يكونوا أهل نسيان ولا غفلة ولا أهل راحة ولا فترة ولا أهل تلذذ بالدنيا وطالب عيشها ولم يكونوا أصحاب نعيم ولا فخر ولا أهل إبل ولا بقر ولا أصحاب خيلاء ولا كبر ولا أهل رغبة في مال ولا أهل ولا ولد إلا ما أعطاهم الله تعالى فإن كان كثيرا نقصوه عن أنفسهم وأثروا به أهل الفاقة من خلقة تخوفا أن يفسدهم ذلك عن الله فاشروا ويبطروا ويمرحوا و يشغلهم ذلك عن الذي وكلوا به والذي هم به معنيون فكان الأقل من الدنيا أحب إليهم من الأكثر وكان الجوع أحب إليهم من الشبع ما لم يجتهدوا وهم في الشبع على أنفسهم أخوف وفي الجوع أرجا واذكر وكان الفقر أحب إليهم من الغناء وهم في الفقر اعبد الله واتقى وفي الغناء أنسى لله وأعطى لضعفهم عن الشكر وحبسهم ما ليس لهم واستأثارهم به عن أهله وكان البلاء أحب إليهم من الرخاء للذي يرجون من الأجر في البلاء ويخافون من الآثم في الرخاء ولم يكونوا بالطالين العشيات والضحى ولكنهم كانوا يصبرون أنفسهم مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه وروى أن رجلا جاء إلى النبي ( صلى الله عليه وسلم ) فقال يا رسول الله علمني من غرائب العلم فقال له وما صنعت في رأس العلم حتى تسأل عن غرائبه قال له وما رأس العلم قال له هل عرفت الله سبحانه قال نعم قال له فما صنعت في حقه قال ما شاء الله قال ( صلى الله عليه وسلم ) هل عرفت الموت قال نعم قال عليه السلام فما أعددت له قال ما شاء الله قال ( صلى الله عليه وسلم ) أذهب فاحكم ما هنالك ثم تعال نعلمك غرائب العلم وفي بعض الكتب السالفة يا بني إسرائيل لا تقولوا العلم في السماء من ينزل به ولا في
(1/67)
صفحہ 72