يفضحه الله تعالى يوم القيامة على رؤؤس الأشهاد وعن معاذ رحمه الله أنه قال أحذروا زلة العالم لأن قدره عند الخلق عظيم فيتبعونه على زلته روي عن مكحول عن عبد الرحمن بن غنم أنه قال حدثني عشرة من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فقال تعلموا ما شئتم أن تتعلموا فلن يأجركم الله حتى تعملوا وعن الأوزاعي إذا جاء الأعراب ذهب الخشوع وعن إبراهيم بن أدهم أنه قال لقد أعربنا في كلامنا فلا نلحن ولحنا في أعمالنا فلم نعرب وعن كعب أنه قال يكون في آخر الزمان علماء يزهدون الناس في الدنيا ولا يزهدون ويخوفون ولا يخافون ( 78 ) وينهون عن غشيان الولاة ويأتون يؤثرون الدنيا على الآخرة يأكلون بألسنتهم يقربون الأغنياء دون الفقراء يتغايرون على العلم كما تتغاير النساء على الرجال يغضب أحدهم على جليسه إذا جالس غيره أولئك الجبارون أعداء الرحمن وقد روى عن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أنه قال أن الشيطان ربما سبقكم بالعلم قيل يا رسول الله فكيف ذلك قال يقول أطلب العلم ولا تعمل حتى تعلم فلا يزال في العلم قائلا وللعمل مسوفا حتى يموت وما عمل وعن ابن مسعود رحمه الله أنه قال ليس العلم بكثرة الروايات وإنما العلم الخشية وقال الحسن السفهاء همتهم الرواية والعلماء همتهم الرعاية وعن مالك بن دينار أنه قال أن طلب العلم لحسن وأن نشره لحسن إذا صحت فيه النية ولكن أنظر ما يلزمك من حين تصبح إلى حين تمسي ولا تؤثرون عليه شيئا وعن ابن مسعود رحمه الله أنه قال أنزل القرآن ليعمل به فاتخذتم دراسته عملا وسيأتي قوم يتغنونه مثل الغناء ليسوا بخياركم والعالم الذي لا يعمل كالمريض الذي يصف الدواء والجائع الذي يصف لذائذ الأطعمة ولا يجدها وحكي عن الزهري أنه قال العلم أفضل من العمل به لمن جهل والعمل أفضل من العلم لمن علم وروى عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) أنه قال يبعث العالم والعابد فيقال للعابد أدخل الجنة ويقال للعالم أتئد حتى تشفع
(1/66)
صفحہ 71