دعوتني بالذي دعاني آدم فمن دونه ما أجبتك فيه ولكني أخبرك لم صنعت هذا به لأنه كان يطلب الدنيا بالدين وروى أبو الدرداء أنه صلى الله عليه وسلم قال أوحى الله عز وجل إلى بعض الأنبياء قل للذين يتفقهون لغير الدين يتعلمون لغير العمل ويطلبون الدنيا بعمل الآخرة يلبسون للناس جلود الكباش وقلوبهم كقلوب الذئاب ألسنتهم أحلى من العسل وقلوبهم أمر من الصبر أياي يخادعون بي وبي يستهزئون لا تحين عليهم فتنة تذر الحليم حيرانا وكان يحيى بن معاذ الرازي فيما بلغنا يقول لعلماء الدنيا يا أصحاب العلم قصوركم قيصرية وبيوتكم كسروية وأبوابكم ظاهرية وأخفافكم جالوتية ومراكبكم قارونية وأوانيكم فرعونية وماثمكم جاهلية ومذاهبكم شيطانية فأين المحمدية وعن عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) ( 77 ) أنه قال لو أن أهل العلم أخذوا العلم بحقه لأحبهم الله تعالى من فوق عرشه ولأحبتهم ملائكته وأهل صفونة من أهل الأرض ولكنهم أخذوه بغير حقه رجع وطلبوا به الدنيا فمقتهم الله تعالى من فوق عرشه ومقتهم أهل السماء وأهل الأرض وهانوا عليهم وعن عمر بن عبد العزيز أنه أن الذي بطأنا عن علم ما جهلنا تركنا العمل بما علمنا ولو علمنا بما علمنا لورث الله تعالى قلبونا علما لا يقوم به أمثالنا وعن صالح بن حسان البصري قال أدركت الشيوخ وهم يتعوذون بالله من الفاجر العالم وقيل عن أبي سليمان الداراني قال إذا طلب الرجل الحديث أو تروج أو سافر في طلب المعاش فقد ركن إلى الدنيا وعن الثوري أنه قال فتنة الحديث أشد من فتنة الأهل والمال والولد وعن الشيخ أبي نضر من مشايخ الجبل رحمهم الله أنه قال لن ينجوا من علماء آخر الزمان إلا مثل ما يسلم من ضوء المصابيح إذا رفعوا من بيت إلى بيت في ليلة ذات ريح ثم قال هذا في العلماء فكيف الجهال وعن عيسى عليه السلام أنه قال مثل الذي يتعلم العلم ولا يعمل به كمثل امرأة زنت في السر فحملت فظهر حملها فافتضحت فكذلك من لا يعمل بعلمه
(1/65)
صفحہ 70