السلام لا تستشر في أمرك عالما أسكره حب الدنيا فيقطعك بسكره عن طريق محبتي أولئك قطاع الطريق عن عبادي المريدين وقيل لإبراهيم بن عبينة أي الناس أطول ندامة قال أما في عاجل الدنيا فصانع المعروف إلى من لا شكره وأنا عند الموت فعالم مفرط وعن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) أنه قال أن العالم يعذب عذابا يطيف به أهل النار ويروى أن الحسن أنصرف من مجلسه فحمل إليه رجل من خرسان كيسا فيه خمسة الألف درهم وعشرة أثواب من دقيق البر فقال يا أبا سعيد هذه نفقة وهذه كسوة فقال الحسن عافاني الله ضم إليك نفقتك وكسوتك فلا حاجة لنا بذلك أنه من جلس مثل مجلسي هذا وقبل من الناس مثل هذا لقى الله تعالى يوم القيامة ولا خلاق له وروى الضحاك عن ابن عباس عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) أنه قال علماء هذه الأمة رجلان رجل أتاه الله علما فبذله للناس ولم يأخذ عله طمعا ولم يشتر به ثمنا فذلك الذي يصلي عليه طير الهوى وحيتان الماء ودواب الأرض والكرام الكاتبين يقدم على الله تعالى يوم القيامة سيدا شريفا حتى يوافق المرسلين ورجل أتاه الله عز وجل ( 76 ) علما في الدنيا فضن به على عباد الله وأخذ به طمعا واشترى به ثمنا يأتي يوم القيامة ملجما بلجام من نار ينادي عليه مناد على رؤؤس الخلائق هذا فلان بن فلان أتاه الله علما في الدنيا فضن به على عباد الله وأخذ به طمعا واشترى به ثمنا فيعذب حتى يفرغ من حساب الناس وروى أن رجلا كان يخدم موسى عليه السلام فجعل يقول حدثني موسى بحي الله عليه حدثني موسى بحي الله حتى أثرى وكثر ماله فقعد موسى صلوات الله عليه وعلى نبينا فجعل يسأل عنه فلا يحس له أثرا حتى جاءه رجل ذات يوم وفي يده خنزير وفي عنقه حبل أسود وفي بعض الروايات جاءه بأرنب في عنقها سلسلة فقال له موسى عليه الصلاة والسلام أتعرف فلانا قال نعم هو هذا الخنزير فقال موسى يا رب أسألك أن ترده إلى حاله حتى أسأله فيما أصابه هذا فأوحى الله عز وجل إليه لو
(1/64)
صفحہ 69