نعم الفتنة قال وهل بعدها من خير قال نعم إغضاء على إقذاء وهدنة على دخن قال وهل بعد هذا الخير من شر قال نعم أئمة مضلون يقعدون على أبواب جهنم ينادون إليها كل من أجابهم قذفوه فيها قال حلهم لنا يا رسول الله فإني أخاف أن أدركهم قال هم من جلدتنا ويتكلمون بكلامنا وعنه عليه الصلاة والسلام أنه قال أخوف ما أخاف عليكم زلة عالم أو منافق يجادل بالقرآن وعن عيسى عليه الصلاة والسلام أنه قيل له أي الناس أشد فتنة قال زلة العالم إذا زل بزلته عالم كثير وعنه عليه الصلاة والسلام أيضا أنه قال يا علماء السوء تصلون وتصومون وتتصدقون ولا تفعلون ما تؤمرون وتدرسون ما لا تعلمون فيا سوء ما تحكمون تتوبون بالقول والأماني وتعملون بالهوى وما يغني عنكم أن تتفق جلودكم وقلوبكم دنسة بحق أقول لكم لا تكونوا كالمحتل يخرج منه الدقيق الطيب وتبقى فيه النخالة كذلك أنتم تخرجون الحكمة من أفواهكم ويبقى الفل في صدروكم يا عبيد الدنيا كيف يدرك الآخرة من لا تنقضي من الدنيا شهوته ولا تنقطع منها رغبته بحق أقول لكم أن قلوبكم ننك من أعمالكم جعلتم الدنيا تحت ألسنتكم والعمل تحت أقداكم يحق أقوال لكم أفسدتم أخرتكم وصلاح الدنيا أحب إليكم من صلاح الآخرة وأي الناس أخسر منكم ( 75 ) لو تعلمون ويلكم إلى متى تصفون الطريق وأنتم مقيمون في محلة المتحيرين كأنكم تدعون أهل الدنيا ليتركوها لكم مهلا ويلكم ماذا يغني عن البيت المظلم أن يوضع السراج فوق ظهره وجوفه وحش مظلم كذلك لا يغني عنكم أن يكون نور العلم بأفواهكم وأجوافكم منه وحشة معطلة يا عبيد الدنيا فلا كعلماء يعملون ولا كعبيد أتقياء ولا كأحرار كرام توشك الدنيا أن تفلعكم من أصولكم فتقلبكم على وجوهكم ثم تكلبكم على مناخركم ثم تأخذ خطاياكم بنواصيكم ثم يدفعكم العلم من خلفكم حتى يسلمكم إلى الملك الديان عراة فرادى فيوقفكم على سؤاتكم ثم يخرجكم بسوء أعالكم وبلغنا أن الله سبحانه وتعالى أوحى إلى داؤد عليه
(1/63)
صفحہ 68