(1/52)
وأن شاء منعهم وأما هؤلاء فيعلمون الناس وإنما بعثت معلما ثم عدل إليهم فجلس معهم وعنه عليه الصلاة والسلام أنه قال مثل ما بلغني ( 62 ) مثل ما بلغني بل بعثني الله عز وجل به من العلم والهدى كمثل الغيث الكثير أصاب أرضا فكانت منها بقعة أمسكت الماء فنفع الله سبحانه به الناس فشربوا منها وسقوا وزرعوا وكانت منها طائفة قيعانا لا تمسك ماء ولا تنبت كلاء وعنه عليه السلام قال إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث علم ينتفع به الحديث وعنه عليه الصلاة والسلام قال الدال على الخير كفاعله وقال ( صلى الله عليه وسلم ) خلفائي رحمة الله قيل ومن خلفائك قال الذين يحبون سنتي ويعلمونها عباد الله وعنه عليه الصلاة والسلام أنه قال لا تمنعوا العلم أهله فإن في ذلك فساد دينكم والتباس بصائركم ثم قرأ أن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى الآية فروى عن عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) أنه قال من حدث بحديث فعمل به فله مثل أجر ذلك العمل وعن ابن عباس ( رصي الله عنه ) معلم الخير يستغفر له كل شيء حتى الحوت في البحر وقال عطاء دخلت على سعيد بن المسيب وهو يبكي فقلت له ما أبكاك فقال ليس أحد يسألني عن شيء وقال الحسن لولا العلماء لصار الناس مثل البهائم عن عكرمة قال أن لهذا العلم ثمنا قيل وما هو قال أن تضعه فيمن يحسن حمله ولا يضيعه وعن يحيى بن معاذ قال العلماء أرحم بأمة محمد عليه السلام من آبائهم وأمهاتهم قيل كيف ذلك قال لأن آبائهم وأمهاتهم يحفظونهم من نار الدنيا وهم يحفظونهم من نار الآخرة وذكر عن أبي محمد خصيب بن إبراهيم رحمه الله أنه أجتاز ( 63 ) على معلم في بلد تنومات وهو يريد التعلم عن أبي الربيع سليمان بن اللالوتي رحمه الله فقال له المعلم أين تريد فأخبره فقال له جيد يا بني جيد الدنيا كلها ظلمة إلا العلم والعالم فيها دليل ركعتان من عالم خير من عبادة الجاهل ستين سنة وعبادة الجاهل كحمار الطاحونة يدور ولا يبرح وروى
صفحہ 57