على رؤوس الخلائق هذا فلان بن فلان أتاه الله علما في الدنيا فضن به على عباد الله و أهذ به طمعا واشترى به ثمنا يعذب به حتى يفرغ من حساب الناس وفي رواية أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) من فتنة العالم أن يكون الكلام أحب إليه من الاستماع وقال الأوزاعي شكت النواويس تأخذ من نشن جيف الكفار فأوحى الله إليها بطون علماء السوء انتن مما أنتم فيه وقال الفضيل بلغني أن الفسقة من العلماء يبدأ بهم يوم القيامة إلى النار قبل عبدة الأوثان وقال أبو الدرداء ويل لمن لم يعلم مرة وويل لمن يعلم ولم يعمل سبع مرات وقال حاتم الأصم ليس في القيامة أشد حسرة من رجل علم الناس علما فعملوا به ولم يعمل هو به ( 50 ) ففازوا بسببه وهلك وقال ابن السماك كم مذكر بالله ناس لله وكم من مخوف من الله جرى على الله وكم من مقرب إلى الله بعيد من الله وكم من داع إلى الله فار من الله وكم من تال لكتاب الله منسلخ من آيات الله وقال عمر ( رضي الله عنه ) إذا زل العالم زل بزلته عالم من الخلق وقال ثلاث بهن ينهدم الزمان أحداهن زلة العالم وعن عمر ( رضي الله عنه ) أنه قال لعبد الله بن سلام من أرباب العلم قال الذين يعملون به قال فما يغني العلم من صدور العلماء قال الطمع وعن عيسى بن مرين أنه قال ما أكثر الأشجار وليس كلها مثمرة وما أمثر العلماء وليس كلهم بمرشد وما أكثر الثمار وليس كلها بطيبة وما أكثر العلوم وليس كلها بنافعة وعن علي بن أبي طالب أنه قال إذا لم يعمل العالم بعلمه يستنكف الجاهل أن يتعلم لأن العالم إذا لم يعمل بالعلم لا ينفع العلم أياه ولا غيره وأن جمع العلم بالأوقار وقال سفيان بن عينية ليس يحسن على الناس الجهل فمن عمل بما علم فهو من أعلم الناس ومن ترك العمل بما يعلم فهو الجاهل وقال رجل للحسن البصري أن فقهاءنا يقولون كذا فقال الحسن وهل رأيت فقيها قط إنما الفقيه الزاهد في الدنيا الراغب في الآخرة البصير بدينه المداوم على عبادة
(1/43)
صفحہ 47