غاية المرام في علم الكلام

Saif al-Din al-Amidi d. 631 AH
23

غاية المرام في علم الكلام

غاية المرام

تحقیق کنندہ

حسن محمود عبد اللطيف

ناشر

المجلس الأعلى للشئون الإسلامية

پبلشر کا مقام

القاهرة

وَأما مَا سوى ذَلِك فَلَيْسَ بزائد على نفس المرسوم وَلَا هُوَ كالصفة لَهُ أصلا وَهُوَ على نَحْو قَوْلنَا فِي وَاجِب الْوُجُود انه الْوُجُود الَّذِي لَا يفْتَقر إِلَى غَيره فِي وجوده فَإِن مَا بِهِ التَّمْيِيز لَيْسَ إِلَّا سلب الافتقار إِلَى الْغَيْر لَا غير وَأما مَدْلُول اسْم الْوُجُود فَإِنَّهُ لَا يَسْتَدْعِي من جِهَة اخذه فِي الرَّسْم أَن يكون صفة دَاخِلَة فِي المرسوم وَلَا زَائِدَة عَلَيْهِ خَارِجَة عَن مَعْنَاهُ بل لَو كَانَ هُوَ نفس الذَّات المرسومه كَانَ الرَّسْم بِالنّظرِ الى الصِّنَاعَة الرسمية صَحِيحا وَعند هَذَا فَلَا بُد من الْإِشَارَة إِلَى أقسامها وَهِي تَنْقَسِم إِلَى معللة وَإِلَى غير معللة فَأَما المعللة مِنْهَا فَهِيَ كل حكم يثبت للذات بسب معنى قَامَ بِالذَّاتِ ككون الْعَالم عَالما والقادر قَادِرًا وَنَحْوه وَقد زَاد أَبُو هَاشم وَمن تَابعه من المعتزله فِي ذَلِك اشْتِرَاط الْحَيَاة فعلى مذْهبه إِيجَاب الْأَحْوَال المعللة لَيْسَ إِلَّا للصفات الَّتِي من شَرطهَا الْحَيَاة كَالْعلمِ وَالْقُدْرَة وَنَحْوه وَأما مَا لَا تشْتَرط فِيهِ الْحَيَاة من الصِّفَات فَلَا وَذَلِكَ كالسواد وَالْبَيَاض وَنَحْوه والمستند لَهُ فِي الْفرق أَن مَا من شَرطه الْحَيَاة كَالْعلمِ وَنَحْوه أَنما يتَوَصَّل إِلَى مَعْرفَته من معرفَة كَون مَا قَامَ بِهِ عَالما وَلَا كَذَلِك السوَاد وَالْبَيَاض فَإِنَّهُ مشَاهد مرئى فَلَا يفْتَقر إِلَى الِاسْتِدْلَال عَلَيْهِ بِكَوْن مَا قَامَ بِهِ أسود وأبيض فَلهَذَا جعل عِلّة ثمَّ وَلم يَجْعَل عِلّة هَهُنَا والمحقق يعلم أَن التَّوَصُّل إِلَى معرفَة وجود الشئ من حكمه أَو مَا يلْزم من الْآثَار إِنَّمَا هُوَ فرع كَونه مؤثرا لَهُ وملزوما فَإِذا يجب جعله عله من ضَرُورَة معنى لَا يتم إِلَّا بِالنّظرِ إِلَى عليته ثمَّ إِن الْحَرَكَة قد تكون طبيعية وَلَيْسَ من شَرطهَا الْحَيَاة وَقد تكون إرادية من شَرطهَا الْحَيَاة وَلَا محَالة أَن نِسْبَة الْحَرَكَة الطبيعية إِلَى كَون الْمحل متحركا كنسبة الْحَرَكَة الإرادية إِلَى كَون الْمحل متحركا فِيمَا يرجع إِلَى الْمعرفَة والخفاء وَمَعَ

1 / 29