غاية الأماني في تفسير الكلام الرباني
غاية الأماني في تفسير الكلام الرباني
تحقیق کنندہ
محمد مصطفي كوكصو
المؤمنون الجنة (بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ) وتغيير الأسلوب؛ للدلالة على أن داخله كله نعيم، بخلاف ظاهره لبعد النار عنه.
(يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ ... (١٤) في الدنيا متفقين في الدين (قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ) بخستموها بالنفاق (وَتَرَبَّصْتُمْ) بالمؤمنين الدوائر، وقلتم: ريح الإسلام تهب ساعة ثم تسكن (وَارْتَبْتُمْ) في أمر الساعة، وقلتم: (مَا السَّاعَةُ إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا)، (وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ) الكاذبة، وقلتم: إن كان بعث سيُغْفر لنا. (حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ) قيام الساعة وأمره بدخول النار، (وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ) الشيطان بوعده الكاذب.
(فَالْيَوْمَ لَا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ ... (١٥) إن لو كان لكم ما تفدون. قرأ ابن عامر بالتاء والتذكير أحسن؛ لوجود الفصل. (وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا) ظاهرًا وباطنًا. (مَأْوَاكُمُ النَّارُ) مقامكم، (هِيَ مَوْلَاكُمْ) أي: أولى بكم من غيرها؛ لما معكم مما يلائمها من الأعمال، أو هي التي تتولى أمركم أو ناصركم تهكمًا. (وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) مصيركم.
(أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ ... (١٦) أي: القرآن، من عطف العام على الخاص، أو عطف باعتبار الصفة. وقرأ نافع وحفص (نزل) مخففًا، والشديد أبلغ. " يأنِ " من أنى يأنى الأمر إذا جاء أناه أي: وقته، والهمزة للاستبطاء كقولك للغلام: ألم أدعك؟. والمعنى: ليس للمؤمنين عذر في عدم خشوع قلوبهم. وما رواه
1 / 94