غریزہ مرأہ
غريزة المرأة
اصناف
ثريا :
أنا على خلافك؛ أتلقى ما يكون بابتسامة المتسامح؛ ليس لي إلا حياة واحدة، وقد ارتبطت به، ومع كل عبثه لا أراني أخسر حبه ورعايته. بل لعلي حفظت حبه لي بهذا التسامح.
ليلى :
ولكن أمرنا مختلف جدا يا ثريا؛ أنتما متحابان، أما نحن فلم يبق بيننا حب، ولا ذرة، وقد صرت أشعر أنه مسئول عن تلف أعصابي، لا أدري لماذا، ولكني إذا رأيته مقبلا علي أحس كأن شيئا يجثم على صدري، وكأن حياتي رهن باطراح هذا العبء، ويخيل إلي حين يكلمني أن عقلي سيطير، وإذا ابتسم لي كما يفعل أحيانا، شعرت كأن يدا تقبض على عنقي وتأخذ بمخنقي ويكفي أن أراه قبل النوم ليجفوني الرقاد ويصيبني الأرق إلى الصباح، وإذا قبلني جمد الدم في عروقي ولا أدري كيف يقوى، لا شك أنه يتحامل على نفسه ويكرهها على التودد. كلا، لا أطيق أن أراه، ولا أريد أن أشعر أنه يلازمني في حياتي وأني مرتبطة به، ثلاث سنوات طويلات يا ثريا ونحن هكذا؛ لا تجمعنا صلة إلا صلة الورقة الرسمية، ولا يؤلف بين قلبينا تعاطف، ولا يدور في نفسينا خاطر واحد مشترك؛ كل رغبة لي تصادمها رغبة منه، وكل حال لي أو مزاج أو أمل يصادف نقيضه عنده، (تطرق)
لو كنت رزقت منه طفلا لأمكن أن أتعزى ولكن ... (تتردد ثم تهجم)
من أين أجيء به؟! أأشتريه؟
ثريا :
ما أراك إلا مبالغة يا ليلى، لا تدعي الخيالات تؤثر في عقلك، فإن الحياة لا تجري على هذا المنوال، ولو ترك كل امرئ خياله يجمح به ويهول عليه ويجسم له الأوهام لما استقام عيش ولا بقي بيت قائما.
ليلى :
ألا تصدقين؟! إني أقول لك إن لي ثلاث سنوات لا أبتسم إلا تكلفا، ثلاث سنين لم يخفق فيها قلبي خفقة الغبطة؛ لأن أعصابي تتمزق وكياني يتهدم، نسيت سرور النفس حتى لأنكره في وجوه الناس، وإني لأجيل عيني في حياتي فلا أرى إلا رسوما داثرة؛ كل آمالي قد ذبلت وتساقطت أوراقها وتناثرت أزهارها، وعفى الألم المخامر على نضرة الصبا، أين زهور الحب؟! أين أزاهير الشباب النضيرة؟! أين زهور الصبر والرضا والأمن والأمل؟! وفي كل يوم تموت لي زهرة جديدة، فأبكيها بقلبي لا بدموعي؛ لأنها جففت، ونشفت، وفي كل ليلة تتساقط حولي أوراق حياتي، لم يكد شبابي ينور يا ثريا حتى عاث فيه هذا الوباء الماحق، وأي خير في عيش مجدب الظاهر والباطن، مصفر القلب والوجه؟!
نامعلوم صفحہ