غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
تحقیق کنندہ
أحمد صقر
ناشر
دار الكتب العلمية (لعلها مصورة عن الطبعة المصرية)
يريد بالمحرم رجبا.
وأما قوله: ﴿فَإِذَا انْسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ﴾ فإنما عنى الثلاثة منها؛ لأنها متوالية لا أنَّهُ جعل فيها شوَّالا وأخرج رجبًا.
ويقال: إن الأربعة الأشهر التي أجَّلها رسول الله المشركين من عشر ذي الحجة إلى عشر ربيع الآخر وسماها حُرُمًا لأن الله حرم فيها قتالهم وقتلهم.
٣٧- و﴿النَّسِيءُ﴾ نَسْءُ الشهور، وهو تأخيرها (١) . وكانوا يؤخرون تحريم المحرم منها سنة، ويحرمون غيره مكانه لحاجتهم إلى القتال فيه، ثم يردونه إلى التحريم في سنة أخرى. كأنهم يستنسئون ذلك ويستقرضونه.
﴿لِيُوَاطِئُوا﴾ أي ليوافقوا.
﴿عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ﴾ يقول: إذا حرموا من الشهور عدد الشهور المحرمة لم [يُبَالُوا] أن يحلُّوا الحرام ويحرِّموا الحلال.
٣٨- ﴿اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ﴾ أراد تثاقلتم فأدغم التاء في الثاء وأحدث الألف ليسكن ما بعدها. وأراد: قعدتم ولم تخرجوا [وركنتم] إلى المقام.
٤٠- ﴿فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ﴾ السكينة: السكون والطمأنينة. (عليه) قال قوم: على أبي بكر واحتجوا بأن رسول الله ﷺ كان مطمئنا يقول لصاحبه: ﴿لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا﴾ والمَذْعُورُ صاحبه فأنزل الله السكينة.
﴿وَأَيَّدَهُ﴾ أي قواه بملائكة. قال الزهري (٢) الغار في جبل يسمى "ثورا" ومكثا فيه ثلاثة أيام.
(١) راجع مجاز القرآن ١/٢٥٨-٢٥٩، وأمالي القالي ١/٤، وتفسير الطبري ١٠/٩١-٩٣. ومعاني القرآن للفراء ١/٤٣٦-٤٣٧، والدر المنثور ٣/٢٣٦-٢٣٧.
(٢) قوله هذا في تفسير الطبري ١٠/٩٦، والدر المنثور ٣/٢٤٣.
1 / 186