وبقي الملك السابق على ظهرها يتطلع إلى أنوار الميناء وهي تغيب عنه وراء حجاب كثيف من ظلام الليل، ولعله كان يسائل نفسه عن الزمن الذي قد يمضي قبل أن يرى تلك الأنوار ثانية.
جلالة الملك كارول ومدام ماجدا لوبيسكو
الغرام الأول
كان أول من تعلق بها الملك كارول الثاني ملك رومانيا هي السيدة زيزي لامبرينو، وقد تم الزواج بين الاثنين في عام 1918، وكان الملك لا يزال إذ ذاك الأمير كارول ولي العهد.
وقد أزعجت هذه العلاقة المرحوم الملك فرديناند، والد الملك كارول، واشتد غضبه لما بلغه نبأ الزواج الذي تم بين ابنه وبين السيدة لامبرينو، وأمر بإلغاء هذا الزواج. وذهب سماسرة البلاط والحكومة يعرضون على تلك السيدة مبلغا كبيرا من المال مقابل أن تتنازل عن الزواج، إلا أنها رفضت ذلك بتاتا. وظل الأمير كارول مدة من الزمن على إخلاصه لهذه السيدة، وما لبث بعد ذلك أن مل الحياة إلى جانبها، وأدرك أنه قد تورط في هذا الغرام، فرحل إلى الخارج بعيدا عنها.
وقد ضيق الخناق على الأمير كارول بعد إعلان خبر هذا الزواج؛ إذ إنه خالف عندما عقده القانون العسكري الذي كان يخضع له؛ وذلك لأنه غادر بلاده إلى مدينة أودسا حيث تم الزواج دون الحصول على إجازة رسمية، كما قرر رجال الفقه بطلان هذا الزواج من الوجهة القانونية.
وقد كان لزواج الأمير كارول من السيدة زيزي لامبرينو ثمرة؛ هي غلام صغير اسمه الأمير مرسيا، وتحب أمه دائما أن تناديه باسم «برنس» أو أمير، وهي تعيش معه في الوقت الحاضر في إحدى المدن الفرنسية الصغيرة حيث يذهب الغلام إلى المدرسة مثل أي غلام آخر من أبناء الشعب.
وقد حدث في عام 1936، لما وصل جلالة الملك كارول إلى باريس قادما من لندن، بعد أن اشترك في تشييع جنازة الملك جورج الخامس، أن ظنت السيدة زيزي لامبرينو أنها ربما تمكنت من إعادة علاقتها بجلالته؛ ولذلك أسرعت بالسفر إلى باريس للقائه، ولكنه رفض مقابلتها هناك ولم توفق في محاولتها.
الزواج
وفي عام 1921، تزوج الأمير كارول من الأميرة هيلانة اليونانية، ابنة الملك قسطنطين وشقيقة الملك جورج الثاني، الملك الحالي، وهي التي خلفت له الأمير ميشيل أو ميخائيل، ولي عهد رومانيا الحالي.
نامعلوم صفحہ