45

غرائب التفسير وعجائب التأويل

غرائب التفسير وعجائب التأويل

ناشر

دار القبلة للثقافة الإسلامية - جدة، مؤسسة علوم القرآن - بيروت

(أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك) ، أم نترك التسبيح والتقديس، شكوا في حال أنفسهم، وقيل: تقديره: أتجعل فيها من يفسد كالجن، أم يسبح ويقدس معنا ونحن نسبح ونقدس معهم، وقيل: أذن الله لهم في السؤال عن وجه الحكمة فيه.

(ثم عرضهم) . أي المسمين بالأسماء.

(سبحانك) . مصدر أميت فعله.

والغريب فيه: ما ذكره المفضل: أنه مصدر سبح صوته إذا رفعه

بالدعاء، وذكر الله، وأنشد:

قبح الإله وجوه تغلب كلما. . . سبح الحجيج وكبروا إهلالا

(إنك أنت العليم)

في "أنت" ثلاثة أوجه:

أحدها: فصل، و" العليم" خبر "إن".

والثاني: أنه مبتدأ، "العليم " خبره والجملة خبر عن اسم "إن"

والثالث: أنه يقع تبعا للكاف، ومحله نصب، وجاز ذلك لكونه تبعا، تقول

ضربتك أنت ومررت بك أنت.

(إني أعلم غيب السماوات والأرض وأعلم ما تبدون) .

الظاهر فيهما أنهما فعل المتكلم، وأجاز بعضهم أن يكون أعلم بمعنى

عالم، و "غيب السماوات" منصوب به وحذف تنوينه، لأنه لا ينصرف، وما

يجوز أن يكون نصبا، ويجوز أن يكون خفضا بالإضافة، وهذا خلاف قول

صفحہ 132