غرائب القرآن و رغائب الفرقان
غرائب القرآن و رغائب الفرقان
وبالجملة ، فلما جاء القضاء ضاق الفضاء ، فلم يمس بعد أن كان مسجود الملك مرفوع السماك إلى السماك مشمول الرعاية موفور العناية حتى نزع عنه لباس الأمن والفراغ ، وبدل باستئناسه الاستيحاش ، تدفعه الملائكة بعنف أن اخرج من غير مكث ولا بحث ، فأزلتهما يد التقدير بحسن التدبير ، وكان الشيطان المسكين كذئب يوسف لطخ خرطومه بدم نصح ، فلما وقعا من القربة في الغربة ، ومن الألفة في الكلفة لما ذاقا من شجرة المحبة المورثة للمحنة استوحشا من كل شيء ، واتخذا عدوا بعضكم لبعض عدو ، وهكذا شرط المحبة عداوة ما سوى المحبوب. فكما أن ذاته لا تقبل الشركة في التعبد ، كذلك لا تقبل الشركة في المحبة. فلما استقرت حبة المحبة في أرض قلب آدم جعل الأرض مستقر شخصه ليتمتع بتربية بذر المحبة بماء الطاعة والتكليف إلى حين إدراك ثمرة المعرفة ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) [الذاريات : 56] وقال صلى الله عليه وسلم «
** إن داود قال : يا رب لم خلقت الخلق؟ فقال : كنت كنزا مخفيا
فأحببت أن أعرف فخلقت الخلق لأعرف
وإن من ربى بذر المحبة بماء الطاعة والطباعة ( فلا خوف عليهم ) في المستقبل ( ولا هم يحزنون ) على ما مضى من الهبوط إلى الأرض ، لأنهم يرجعون بجذبات العناية والهداية إلى ذرى حظائر القدس وبالله التوفيق.
( يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم وإياي فارهبون (40) وآمنوا بما أنزلت مصدقا لما معكم ولا تكونوا أول كافر به ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا وإياي فاتقون (41) ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون (42) وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين (43) أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون (44) واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين (45) الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم وأنهم إليه راجعون (46))
** القراآت :
نعمتي ) وكذلك ما بعدها ساكنة الياء : أبو زيد عن المفضل ( فارهبون فاتقون ) بالياء في الحالين : يعقوب ، وكذلك كل ياء محذوفة في الخط عند رأس الآية. وروى مسيح بن حاتم وابن دريد عن سهل وعباس بالياء في الوصل. ( أول كافر به ) ممالة : قتيبة وأحمد بن فرج
** الوقوف :
الجملتين وعلى ( قليلا ) أجوز لاختلاف النظم بتقديم المفعول. ( فاتقون ) (ه) ( تعلمون )
صفحہ 269