غرائب المکتوبجی

سليم سركيس d. 1344 AH
41

غرائب المکتوبجی

غرائب المكتوبجي

اصناف

ولست أريد من نشر هذا الكتاب إلا بيان مساوئ الحكومة العثمانية، ليدرك كل إنسان ما هي درجة خمولها وظلمها؛ وبالتالي ليشترك الجميع في السعي وراء إكراهها على الإصلاح.

ولا يخطر للقاري أنني أريد الانتقام من المكتوبجي، فقد أنقذني الله من سلطته الظالمة.

يقول بعض الجهلاء في جرائدهم أنني خائن الدولة وأنني أطعن عليها لأنني أرغب سواها، وأن حكومة بيروت طردتني وأنها لا تعتبرني، وأنني كنت في بلادي موضوع الاحتقار.

وأقول أنا: إنني غير خائن؛ فصديقك من صدقك لا من صدقك. وإنني لا أطعن على دولتي حبا بسواها بل غيرة عليها ورغبة في إصلاحها، وإن حكومة بيروت تعتبرني وإنني كنت في بلادي محل رضى الحكام وثقتهم.

ولا أعرف برهان الطاعنين؛ على أنهم لم يظهروه، شأنهم في كل كتاباتهم، يكتفون بالقول ويغضون عن تقديم البرهان.

أما برهاني على صحة قولي فهو هذا الكتاب الذي ورد إلي من حضرة جابي زاده سعادتلو حسن فائز أفندي الذي تولى مأمورية المكتوبجي في بيروت مدة 3 سنوات، كتب إلي هذه الرسالة من يانيه عقيب رجوعي من إنكلترا، قال:

يانيه، في 24 فبراير

أيها الفاضل

قبلا بلغني عودك الوطن فسررت لسلامتك وبادرت إلى تهنئتك برجوعك سالما؛ لأن صدق عبوديتك وإخلاصك لا يشك بهما إلا الحسود المعاند كونهما كفيلين ضامنين لك النجاح والفلاح حالا واستقبالا بظل سيدنا ومولانا الخليفة الأعظم أيده الله بالنصر والتوفيق. ولما كنت أعلم الناس بك وبما جبلت عليه من الصداقة، أعد نفسي مديونا لأسعى عند سنوح الفرصة لما يسرك من أسباب رضى الخليفة الأعظم، والموفق هو الله سبحانه وتعالى. وفي الختام، اقبل احترام صديقك.

حسن فائز

نامعلوم صفحہ