غرائب الاغتراب
غرائب الاغتراب ونزهة الألباب في الذهاب والإقامة والإياب
اصناف
جغرافیہ
فقالوا لا نعذرك بهذا الكلام. فاذكر لنا ولا أقل مما ذكره في ذلك العلماء الأعلام. فقلت أنهم ذكروا في ذلك عدة وجوه. وأني ذاكرها لمن يريد فلعل فيها ما يرجوه.) الأول (أن المراد بالستر المفهوم من قوله خطأ بوشش باد النفي مجازًا) الثاني (أن المراد بالخطأ في الشطر الثاني غيره في الأول. وذلك كخطأ المريدين وارتكابهم ما لا يليق بهم شريعة أو طريقة) الثالث (أن المراد به الأول لكن باعتبار أنه خطأ في نظر القاصرين المحجوبين. وأظن هذا يحتاج في دفع الدغدغة إلى حمل الستر على النفي مجازًا أيضًا) الرابع (أن المراد به النقص الذاتي في المصنوعات الذي لا دخل لقلم الصنع في انتقاش حروفه فيها كالإمكان الذاتي لها ضرورة أن الإمكان الذاتي غير مجعول. والألزم الانقلاب المحال وهو ظاهر ككون الإمكان نقصًا فالشيخ نفي جريان الخطأ على قلم الصنع. وستر هذا بأن لم يتعرض له. أو أنه أخفاه بأن قال به رمزًا حيث قال أن الخطأ لا يجري على قلم الصنع ولم يقل لا خطأ في المصنوعات ولا نقص فيها فترك التصريح به سترًا له. ويرد على هذا أن تسمية النقص الذاتي خطأ بعيد جدًا كما لا يخفى ولعل اعتبار المشاكلة يهون الأمر فتدبر.) الخامس (أن يراد به النقص الذي هو من ضروريات الصنع ومستتبعاته كالحدوث والتأثر وكالتحير فكل ذلك نقص ولذا استحال عليه تعالى مع أنه من ضروريات الصنع على معنى أنه لولا الصنع ما ظهر. فالشيخ أيضًا ستره ولم يتعرض له. أو أنه أخفاه وقال به رمزًا فتدبر ولا تغفل.) السادس (أن المراد به أحد هذين النقصين أو كلاهما وأن معنى كون نظر الشيخ ساترًا لذلك كونه إكسيرًا محيلًا لرصاص المريدين ذهبًا خالصًا وماحيًا عن جليدية أبصار بصائرهم مثل الأغيار. فيكون مشهودهم المؤثر لا الآثار. وما ألطف وصف النظر بالباك علي هذا وهو معنى بعيد المغزى لولا ما فيه من حمل الخطأ على النقص.) السابع (أن يراد به ذلك أيضًا ويراد بالنظر الباك نظر قلم الصنع. وإثبات النظر للقلم تخبيل كإثبات القلم للصنع والأظفار للمنية. والتخيل طريق مهيع. ومعنى كونه باك أنه سالم من العلة الموجبة للإحساس بالشيء على خلاف ما هو عليه في نفس الأمر كعلة الحول الموجبة للإحساس بالواحد اثنين. ويراد بستره ذلك النقص أنه يصنع المصنوعات حسبما يقتضيه استعدادها لنفس الأمري الغير المجعول على ما نص عليه غير واحد من السادة الصوفية قدست أسرارهم. ويرمز إليه قوله تعالى) أعطى كل شيء خلقه (دون أعطى كل شيء خلقنا مشتملة على الحكم والمصالح بحيث يضمحل فيما بينها ذلك النقص ولا يلتفت إليه شغلًا عنه برؤية الحكم والمصالح التي يكل عن حصرها القلم. وعلى هذا جوز أن تكون جملة آفرين الخ من تتمة مقولة الشيخ ولا تجعل مقول التلميذ ولو كان هناك خطاب لكنت أرجح عدم كونه مقولة لما فيه من سوء الأدب كما يدل عليه القصة المشهورة في سؤال محمد أبا حنيفة عن حكم قول الرجل لزوجته إن كلمتك فأنت طالق إن كلمتك فأنت طالق إن كلمتك فأنت طالق. وعدم تكليمه إياها بعد فافهم. والله تعالى أعلم. وذكرت أنا وجهًا خطر لي إذ ذاك. ولم أتذكره الآن فكأني تركته هناك. ومن الناس من لم يقبل لهذا البيت توجيهًا. والتزم أنه كلام لم يكن وجيهًا. وللجلال الدواني في الكلام فيه رسالة فارسية. ذكر فيها بعض الاحتمالات التي ذكرناها. ولعل الاحتمالات الأخر عنده غير مرضية. وكم جرت أبحاث علمية في مجلس المومى إليه. لا زالت العلماء عاكفة عليه. ولقد رأيته ذا راحة من البحر أندري. فما كعب بن مامة بالنسبة إليه وما ابن سعدي. قد استحال نجابه. ولم تعرف سهام أفكاره إلا الإصابة. وقد صانه مولاه. من كل قبيح وحماه. وطهره سبحانه من المآثم فلا تحوم حول حماه. وآتاه جل شأنه من الكمال. ما تنقطع دونه أماني الرجال. وميزه ﵎ على أبناء صنفه في صنعة الإنشاء. فصار بحيث ينظم في سلك إنشائه زهر الكواكب إن شاء.
مولى أراع يراعه ... قلب الطروس مع السطور
ببديع وشيءٍ مخجلٍ ... وشيء البديع والحريري
عجبًا له فاق الأوا ... ئل وهو في الزمن الأخير
وأنا ما اجتمعت بذي رق إلا وهو مقربًا لرقية له. قائلًا ما رأيت وحرمة اللوح والقلم في فن الكتابة مثله.
إن هز أقلامه يومًا ليعملها ... أنساك كل كمي هز عامله
1 / 96