137

قلت: قال السيوطي في اللألئ ( ج 1 ص 327 ): الخطيب، أنبأنا عبيد الله بن أبي الفتح، حدثنا محمد بن المظفر الحافظ، حدثنا عبد الله بن جعفر الثعلبي، حدثنا محمد بن منصور الطوسي، حدثنا محمد بن كثير الكوفي، حدثنا الأعمش، عن عدي بن ثابت، عن ذر، عن (¬1) عبد الله، عن علي، مرفوعا: (( من لم يقل علي خير الناس فقد كفر )). محمد بن كثير الشيعي وضاع.

### || والجواب :: قال السيوطي: قلت: قال في الميزان:

مشاه ابن معين - أي محمد بن كثير - وقال: شيعي لم يكن به بأس والله أعلم.

قلت: هذا اللفظ بعيد من الصحة ، ولعل الراوي سمع الحديث (( علي خير البشر فمن أبى فقد كفر ))، فتوهم أن معنى أبى مثل معنى لم يقل، والتحقيق أن بينهما فرقا، فرواه على المعنى الذي يعتقده لأنه لم يحفظ لفظه، وفي هذا السند عبد الله بن جعفر الثعلبي تكلم فيه الذهبي في الميزان فقال فيه: شيخ لأبي الحسين ليس بثقة، انفرد بخبر: (( من لم يقل علي خير الناس فقد كفر ))، فرواه بإسناد انفرد به، وهذا باطل. انتهى.

ولا نعتمد قوله في هذا الراوي، ولكن لفظه منكر، فلا يعتمد هذا اللفظ على ظاهره، هذا وقد مر الجواب على مقبل عن دعواه في أحاديث خير البشر، في ضمن الجواب على قوله في الرياض ( ص 81 ) أوليس من التلبيس أن يقوم خطيبكم ببث الأحاديث الضعيفة والموضوعة ... إلخ، فلا نطيل بإعادة الجواب هنا.

قال مقبل بعد الكلام على أسانيد الحديث ((علي خير البشر))

قال: قلت: وثم طرق أخر لا يصح منها شيء، تركتها اختصارا.

الجواب :: أنها لا تترك الطرق الكثيرة التي يقوي بعضها بعضا، ويشهد بعضها لبعض، حتى يتبين بذلك ثبوت الحديث، وإن لم يكن في أسانيده سند معين صحيح على شروط القوم، وذلك لأن العمدة تبين ثبوته واطمئنان نفس المنصف السليم من التعصب، لأنه لا دليل على حصر الثبوت، فبما يصح سنده على شروطهم.

صفحہ 137