غاندي السيرة الذاتية
غاندي السيرة الذاتية: قصة تجاربي مع الحقيقة
اصناف
هوامش
مقدمة مترجم النسخة الأصلية
من الجوجراتية إلى الإنجليزية
نشرت أول طبعة من السيرة الذاتية لغاندي في مجلدين، نشر المجلد الأول منها في 1927م والثاني في 1929م. وسرعان ما نفدت خمس طبعات من النسخة الأصلية المكتوبة باللغة الجوجراتية والتي طرحت بسعر روبية، وبيع منها ما يقرب من 50000 نسخة. وكان سعر ترجمة الكتاب باللغة الإنجليزية (التي صدرت كطبعة مكتبات فقط) يمثل عائقا أمام القارئ الهندي. فكانت الحاجة إلى طبعة رخيصة الثمن. ويصدر الكتاب الآن في مجلد واحد. ومن الملاحظ أن النسخة المترجمة إلى الإنجليزية، في أثناء صدورها تباعا في جريدة «يانج إنديا»، قد حظيت بمراجعة غاندي، وحظيت الآن بمراجعة دقيقة. أما من الناحية اللغوية فقد حظيت بمراجعة صديق موقر اشتهر، في جملة ما اشتهر به، بكونه باحثا بارزا في اللغة الإنجليزية. وقبل أن يشرع في المهمة، اشترط ألا أبوح باسمه لأي سبب كان. وقد قبلت الشرط، الذي يزيد حتما من إحساسي بالامتنان له. وقد ترجم صديقي وزميلي بياريلال الفصول من الخامس والعشرين إلى الثالث والأربعين من الجزء الخامس في أثناء وجودي في باردولي في وقت إجراء تحقيق باردولي الزراعي الذي أجرته لجنة برومفيلد في 1928-1929م.
ماهديف ديساي
1940م
المقدمة
منذ أربع أو خمس سنوات، وافقت على كتابة سيرتي الذاتية بناء على طلب عدد من أعز رفقائي. شرعت في الكتابة، لكنني لم أكد أنتقل إلى الصفحة الثانية حتى اندلعت أعمال الشغب في بومباي وتوقف العمل. ثم توالت سلسلة من الأحداث التي انتهت بسجني في سجن ييرافدا. طلب مني السيد جيرامداس، الذي كان أحد زملائي بالسجن، أن أنحي كل الأمور جانبا وأنهي كتابة السيرة الذاتية، لكنني أخبرته بأنني وضعت لنفسي برنامجا للدراسة بالفعل، ولن يمكنني التفكير في أي شيء آخر حتى انتهاء ذلك البرنامج. وكان من المفترض أن أنتهي من كتابة السيرة الذاتية لو أنني أكملت مدة سجني في ييرافدا، ولكن أطلق سراحي قبل عام من انتهاء المدة. أعاد السيد أناند الاقتراح، فشعرت بميل لكتابة السيرة الذاتية في جريدة نافاجيفان، لا سيما وقد انتهيت من كتابي عن تاريخ الساتياجراها في جنوب أفريقيا. وأراد السيد أناند أن أكتبها بصورة مستقلة بغية نشرها ككتاب. لكن لم يكن لدي وقت فراغ كاف، ولم يكن في استطاعتي إلا كتابة فصل واحد أسبوعيا. فلقد كان علي الكتابة في النافاجيفان كل أسبوع، فلماذا لا أكتب سيرتي الذاتية؟ وافق السيد أناند على اقتراحي، وانهمكت في العمل.
ساورت الشكوك صديقا مشهودا له بالتقى، فأفضى إلي بشكوكه في اليوم الأسبوعي الذي كنت ألتزم فيه الصمت، فقال: «ماذا دفعك لخوض هذه المجازفة؟ إن كتابة السيرة الذاتية أمر يقتصر على الغرب. ولا أعرف أحدا في الشرق قام بكتابة سيرته الذاتية إلا من تأثر منهم بالغرب. وماذا عساك تكتب؟ ألن تتسبب في تضليل من يتبعون مبادئك، سواء التي تتلفظ بها أو تكتبها، إذا ما نبذت في المستقبل بعض المبادئ التي تتبناها اليوم أو قمت بتعديل الخطط التي وضعتها في الوقت الحالي؟ ألا تعتقد أنه من الأفضل ألا تكتب سيرتك الذاتية الآن بأي حال من الأحوال؟»
تأثرت بقدر ما بقول صديقي، لكنني لم أرغب في كتابة سيرة ذاتية بمعنى الكلمة، بل كنت أرغب في ذكر قصة تجاربي المتعددة مع الحقيقة. ونظرا لأن حياتي تتكون من تلك التجارب وحدها، فستأخذ القصة شكل سيرة ذاتية. لكنني لن أنزعج لو أن كل صفحة من صفحات الكتاب تتناول تجاربي فقط. أعتقد، أو أشبع غرور نفسي بالاعتقاد، أن القارئ سيستفيد من ذكر كل تلك التجارب متصلة. وإن خبراتي في مجال السياسة أصبحت معروفة الآن، ليس في الهند فحسب، بل في العالم «المتحضر» بدرجة ما. لا أجد أن تلك التجارب السياسية ذات قيمة عظيمة، بل أجد أن لقب «مهاتما» الذي منحتني إياه أقل منها قيمة. وكثيرا ما كان يجعلني ذلك اللقب أشعر بالأسى، ولا أذكر أنه سبق وأدخل علي السرور قط، لكنني، بلا شك، أود ذكر تجاربي الروحانية التي لا يعلمها أحد سواي. لقد استمددت من تلك التجارب القوة التي ساعدتني على العمل في مجال السياسة. ونظرا لكون الخبرات روحانية حقا، فلا يوجد مجال لتمجيد الذات، بل يمكن لتلك الخبرات فقط أن تزيد من تواضعي. فكلما تذكرت الماضي وأمعنت في أحداثه، ازداد شعوري بقصوري.
نامعلوم صفحہ