وأما المعرضون والخائفون والمبغضون، فإنهم رفقاؤك في غد حين يفهمونك ويعرفونك، ويدركون أن عقيدتك هي وسيلة الإنقاذ، وحزبك هو جهازه.
لقد آمنت بمواطنيك، ونحن نؤمن بكل مواطن، وسيؤمن بمبادئك كل مواطن؛ لأنك - هكذا علمتنا - قلت إن في كل مواطن خيرا. إني أيها الزعيم أراك في كل يوم النظرة الواثقة المتحررة الجريئة في الرفيق الذي كان بالأمس لا يستشعر الكبر في نفسه وقوتها، أحسك في القوة التي تتوثب في نفسي التي انصهرت فانتصرت، في هذه النهضة، في الكبر الحقيقي وقد كان بالأمس انتفاضا وغرورا.
أحس القوة في عزة الحرمان، في جمال التضحية، في الثقافة أتلقاها عن تلاميذ لك، حرمهم المجتمع الدراسة، في مبادئ العقيدة التي اعتنقت، يؤيدها العلم وتزكيها الوقائع في كل يوم.
رفقاؤك اليوم هم أصفى لبنانية، وأصدق عروبة، وأعمق إنسانية؛ لأنهم يمارسون عقيدتك.
من رفيق لك أيها الزعيم الخالد، تقبل «شكرا» يا من خلد «شكرا».
سنة 1952: قطع طفت منها على الزمن
تصدر صحف هذا الصباح وهي تحمل نبأ خطيرا، معلنة أن عاما مضى، ثم تؤكد جازمة أن أمرا ثانيا مهما كذلك قد حدث، وهو أن سنة جديدة بدأت، وإن أنت مررت بساحة البرج فرأيت فارس الخيل والليل يطارد باعة الجرائد، فطمئن بالهم؛ إنه المتنبي ينهض من قبره في مطلع كل سنة يتحرى في الصحف عن صدر بيته: «عيد بأية حال عدت يا عيد!»
كاتالوج
وإن الذي يريد أن يستعرض الأشهر الاثني عشر الفائتة يجب عليه أن لا يفتح كاتالوجها أو يسرد وقائعها حادثة حادثة. إن القمم لا تغيب عن الأفكار، وما غار في وادي النسيان فهو لا يستحق الذكر، وفي ضباب السنة التي انسابت إلى عتمة الماضي، ما الذي لا يزال يلمع ويشع؟
غرق وإنقاذ
نامعلوم صفحہ