جورج بشنر: الأعمال المسرحية الكاملة
جورج بشنر: الأعمال المسرحية الكاملة
اصناف
يرى الدكتور عبد الغفار مكاوي، في مقدمة ترجماته المتميزة لأعمال جورج بشنر في هذا الكتاب، أن مسرحيته الأولى هي «الوحيدة التي أتمها قبل موته، وهي «موت دانتون»»، ثم يؤكد أن هذه المسرحية - يقصد موت دانتون - مسرحية «لا تسير إلى هدف أو خاتمة، سواء أكانت هذه الخاتمة نهاية سعيدة متخيلة، أم كارثة شاملة تحرر النفس وتطهرها. إن الفصل الرابع والأخير لا يأتي معه بالنهاية المنتظرة؛ فهو لا يزيد على أن يكون أحد المشاهد العديدة التي رأيناها تدور مع أرجوحة الأحداث.» وعبد الغفار مكاوي بذلك يميل إلى تقرير أن جميع أعمال جورج بشنر المسرحية - بما فيها موت دانتون - غير مكتملة، حيث - كما يقول - يتابع جورج بشنر «الكتابة كالمحموم، فيؤلف مسرحيته الشعبية «فويسك» أو ملهاته الباكية «ليونس ولينا» ورائعته القصصية «لنس» عن مأساة شاعر العاطفة والاندفاع ياكوب ميخائيل رينهولد لنس (1751-1792م)، وقد بقيت كلها أعمالا ناقصة لم تتم.»
وفي الواقع يؤكد بعض النقاد هذا الرأي حول أعمال جورج بشنر باعتبارها أعمالا ناقصة، وهو الرأي الذي تبناه الدكتور عبد الغفار مكاوي في مقدمته لأعمال الكاتب، وإن كنت أميل إلى تبني موقف مغاير يرى أن جميع أعمال جورج بشنر أعمال مكتملة وتامة غير ناقصة.
موت دانتون
كتب جورج بشنر مسرحية «موت دانتون» في أربعة فصول، تحتوي في مجملها على اثنين وثلاثين مشهدا دراميا قصيرا. وقد وضع بشنر بطله الدرامي (دانتون) منذ اللحظة الأولى في موقف مأساوي يرهص بكل ما سيأتي من أحداث مفجعة؛ إذ يبدأ بحديثه عن الوحدة والحب الذي يشبهه بالقبر، حتى يصل في المشهد الأخير إلى ميدان الثورة، وقد نصبت المقصلة ليدفع الجلادون به ورفاقه لقطع رقابهم. وهنا يستدير دانتون إلى الجلاد الذي يفرقهم قائلا: «أتريد أن تكون أكثر فظاعة من الموت؟ أتستطيع أن تمنع رءوسنا لكي تقبل بعضها البعض وهي في قاع السلة؟»
3
وفي المسرحية يبدو تأثر جورج بشنر واضحا بشكسبير، خاصة في رسمه لشخصية دانتون الذي رسمه في حالة هاملتية مترددة - إلا في لحظات نادرة كهاملت أيضا - تقعده عن العمل والفعل، حتى نهايته تحت المقصلة، ويصبح بذلك في النهاية ضحية لتركيبته الهاملتية.
ليونس ولينا
هي مسرحية مكتملة - أيضا - كتبها جورج بشنر خصيصا ليشترك بها في إحدى المسابقات المسرحية، وقد كتبها في ثلاثة فصول، وتتكون في مجموعها من أحد عشر مشهدا دراميا. وتدور المسرحية حول فكرة هروب الأمير ليونس
مع خادمه؛ نظرا لأن الأمير قد أعلنت خطبته على الأميرة لينا
من مملكة أخرى لأسباب سياسية دون أن يراها من قبل. وفي الوقت نفسه تهرب لينا مع خادمتها، ويلتقي ليونس مع لينا دون أن يعرف أحدهما الآخر، ثم يتفقا على الزواج، بعدها يعود الأمير إلى مملكته ومعه الأميرة لينا، ويضطر والده الملك أن يوافق على زواجهما، وبعد إزاحة الأقنعة يكتشف الملك أنهما ابنه وعروسه التي كان قد قرر تزويجها لابنه. هنا يقرر أن يتنازل عن الحكم لولده حتى يتمكن من الانصراف إلى التفكير الفلسفي دون أن تزعجه أمور المملكة، وتنتهي المسرحية بذلك.
نامعلوم صفحہ