175

Gatherings of Remembrance from the Hadith of the Messenger

مجالس التذكير من حديث البشير النذير

ناشر

مطبوعات وزارة الشؤون الدينية

ایڈیشن

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٠٣هـ - ١٩٨٣م

اصناف

الأشخاص:
صفية بنت حيي بن أخطب تزوجها النبي- ﵌ سنة سبع من الهجرة سبيت في فتح خيبر فأعتقا النبي- ﵌ وتزوجها، توفيت في شهر رمضان سنة (٥٠ه).
المعنى:
كان النبي- ﵌ يواظب على الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان، فجاءته زوجته صفية ليلة تؤنسه وتحادثه، فلما أرادت الانصراف إلى بيتها قام معها النبي- ﵌ يؤنسها إلى بيتها، كما جاءت هي إليه، وبلغ معها باب المسجد، فمر بهما رجلان من الأنصار فأسرعا في مشيهما واستحييا لما رأيا رسول الله- ﵌، فخشي النبي- ﵌ عليهما من وسوسة الشيطان المسلط على الإنسان بأن يلقي في قلوبهما شيئا من وجود امرأة مع النبي- ﵌، والشيطان يقنع بالخطرة يلقيها في قلب المؤمن يؤلمه بها ولو كان صدق إيمانه يرد عنه كيد الشيطان ويدفعه، ويقنع بإذاية المؤمن ولو بخطرة السوء تمر بالقلوب تمسه في دينه أو عرضه، فأراد النبي- ﵌ أن يسد في وجه الشيطان باب الكيد لذينك الرجلين الصحابيين- ﵄ ويقطع عليه طريق إذايتهما وإذايته معهما، فقال لهما تمهلا ولا تسرعا في مشيكما وأعلمهما بأنها زوجته صفية، وكان الصحابيان الجليلان لم يقع في قلوبهما شيء ولم يخطر أدنى خاطر منه في بالهما، فاستعظما وكبر عليهما واشتد عليهما أن يظن النبي- ﵌ فيهما خطور مثل هذا ببالهما، حتى يحتاج إلى تعريفهما، وهما كانا يريان أنفسهما بصدق إيمانهما أبعد ما يكون عن هذا، فبين لهما النبي- ﵌ الداعي الذي دعاه إلى تعريفهما بالواقع وهو الخوف عليهما مما قد يكون

1 / 179