Garden of the Devout
روضة العابدين
ناشر
مكتبة الجيل الجديد
ایڈیشن نمبر
الأولى
اشاعت کا سال
١٤٣٩ هـ - ٢٠١٨ م
پبلشر کا مقام
صنعاء - اليمن
اصناف
علامات الخوف من الله تعالى:
إن البراهين هي التي تكشف عن صدق القائلين أو كذبهم؛ فقد يدعي بعض الناس أنه يخاف الله، ولكن واقعه لا يدل على ذلك؛ لذلك فإن الخوف الصادق هو الذي يجعل صاحبه من المسابقين إلى الطاعات فرضها ونفلها، وهو الذي يحجزه عن الإسراف على نفسه بالذنوب والمجاهرة بها والإصرار عليها. قال تعالى: ﴿إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُورًا﴾ [الإنسان ٩] ﴿إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا﴾ [الإنسان ٩ - ١٠].
وقال رسول الله ﷺ: (من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل) (^١).
يعني: من خشي الله أتى منه كل خير، ومن أمن اجترأ على كل شر، ومن خاف ألزمه الخوف السلوك إلى الآخرة والمبادرة بالعمل الصالح؛ خوفَ القواطع والعوائق (^٢).
فليختبر الإنسان نفسه هل هو من أهل الخوف من الله تعالى أو لا؟ لينظر كم رصيده من الطاعات والأعمال الصالحات، وكيف حاله مع الذنوب وكيف إقباله عليها، وهل هو من التائبين منها أو من المستمرين عليها؟.
إن الخوف الصادق هو الذي يجعل صاحبه مفكرًا بالآخرة يتذكرها ويعمل لها ويجعلها أكبر همه، فمن كان كذلك فهو الخائف الصادق، ومن كانت الدنيا هي همَّه والمستولية على قلبه والمقدَّمة لديه فليراجع خوفه.
طرق الوصول إلى خوف الله تعالى:
إن الخوف من الله عبادة عظيمة تحتاج إلى بذل جهد في تحصيلها واكتسابها وتقويتها والمحافظة عليها بعد حصولها، فمن الطرق المعينة على ذلك:
(^١) رواه الترمذي (٤/ ٦٣٣)، والحاكم (٤/ ٣٤٣)، وهو صحيح. (^٢) فيض القدير، للمناوي (٦/ ١٢٣).
1 / 119