وأما الألقاب ، فكانت عادة السلف : الأسماء والكنى فإذا [ أكرموه ](1) كنوه بأبي فلان(2) : تارة يكنون الرجل بولده [ وتارة بغير ولده ](3) كما [ كانوا ](3) يكنون من لا ولد له : إما بالإضافة إلى اسمه ، أو اسم أبيه ، أو ابن سميه(4) ، أو إلى أمر(5) [ له ](6) به تعلق(7) ؛ كما كنى النبي صلى الله عليه وسلم عائشة [ باسم ](8) ابن أختها : عبد الله(9)(10) ؛ وكما يكنون داود : أبا(11) سليمان ؛ لكونه باسم داود [ عليه السلام ](12) ، الذي اسم ولده سليمان . وكذلك كنية إبراهيم : أبو إسحاق : وكما كنوا(13) عبد الله بن عباس : أبا العباس وكما كنى النبي صلى الله عليه وسلم أبا هريرة : باسم هرة(14) كانت [ تكون ](15) معه(16) وكان الأمر على ذلك : في القرون الثلاثة ، فلما غلبت دولة الأعاجم بني بويه(1) : صاروا [ يضيفون إلى الدولة فيقولون : ركن الدولة ، عضد الدولة ، بهاء الدولة ](2) ثم بعد هذا(3) : أحدثوا الإضافة إلى الدين ، وتوسعوا في هذا(4) . ولا ريب أن الذي(5) يصلح ، مع الإمكان : هو ما كان السلف يعتادونه : من المخاطبات ، والكنايات(6) : فمن أمكنه ذلك ، فلا يعدل عنه [ و](7) إن اضطر إلى المخاطبة ، لا سيما وقد نهي عن الأسماء التي فيها تزكية - كما غير النبي صلى الله عليه وسلم اسم برة : فسماها زينب(8) لئلا تزكي نفسها(9) - والكناية بهذه(10) الأسماء المحدثة - خوفا من تولد شر إذا عدل عنها - فليقتصر على مقدار الحاجة .
ولقبوا بذلك : [ لا ](11) [ أ](12)نه علم محض ، لا يلمح(13) فيه [ معنى ](14) الصفة ، بمنزلة الأعلام المنقولة : أسد وكلب وثور . ولا ريب أن هذه المحدثات [ المنكرة ](15) ، التي أحدثها الأعاجم وصاروا
صفحہ 299