192

فتوحات مکیہ

الفتوحات المكية في معرفة الاسرار الملكية

ناشر

دار إحياء التراث العربي

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

1418هـ- 1998م

پبلشر کا مقام

لبنان

فحقق والتمس علما وحيدا . . . كمثلك إنك الخلق الجديد اعلم أيدك الله بروح منه أن الله عز وجل أمرنا بالعلم بوحدانيته في ألوهيته غير أن النفوس لما سمعت ذلك منه مع كونها قد نظرت بفكرها ودلت على وجود الحق بالأدلة العقلية بل بضرورة العقل بعلم وجود الباري تعالى ثم دلت على توحيد هذا الموجود الذي خلقها وأنه من المحال أن يوجد واجبا الوجود لنفسه ولا ينبغي أن يكون إلا واحدا ثم استدلوا على ما ينبغي أن يكون عليه من هو واجب الوجود لنفسه من النسب التي ظهر عنه بها ما ظهر من الممكنات ودل على إمكان الرسالة ثم جاء الرسول وأظهر من الدلائل على صدقه أنه رسول من الله إلينا فعرفنا بالأدلة العقلية أنه رسول الله فلم نشك وقام لنا الدليل العقلي على صدق ما يخبر به فيما ينسب إليه ورآه قد أتى في أخباره عنه تعالى بنسب وأمور كان الدليل العقلي يحيلها ويرمي بها فتوقف العقل واتهم معرفته وقدح في دليله هذا الإنباء الإلهي بما نسبه لنفسه ولا يقدر على تكذيب المخبر ثم كان من بعض ما قال له هذا الشارع اعرف ربك وهذا العاقل لو لم يعلم ربه الذي هو الأصل المعول عليه ما صدق هذا الرسول فلا بد أن يكون العلم الذي طلب منه الرسول أن يعلم به ربه غير العلم الذي أعطاه دليله وهو أن يتعمل في تحصيل علم من الله بالله يقبل به على بصيرة هذه الأمور التي نسبها الله إلى نفسه ووصف نفسه بها التي أحالها العقل بدليله فانقدح له بتصديقه الرسول أن ثم وراء العقل وما يعطيه بفكره أمرا آخر يعطي من العلم بالله ما لا تعطيه الأدلة العقلية بل علة قولا واحدا فإذا علمه بهذه القوة التي عرف أنها وراء طور العقل هل يبقى له الحكم فيما كان يحيله العقل من حيث فكره أولا على ما كان عليه أم لا يبقى فإن لم يبق له الحكم بأن ذلك محال فلابد أن يعثر على الوجه الذي وقع له منه الغلط بلا شك وإن ذلك الذي اتخذه دليلا على إحالة ذلك على الله لم يكن دليلا في نفس الأمر وإذا كان هذا فما الذي نسبه الله لنفسه ووصف به نفسه وقبلته عقول الأنبياء وقبله عقل هذا المكاشف بلا شك ولا ريب ومع هذا فإنه يحكم على الله بأن ذلك الأمر محال عقلا من حيث فكره لا من حيث قبوله وحينئذ يصح أن يكون ذلك المقام وراء طور العقل من جهة أخذه عن الفكر لا من جهة أخذه عن الله هذا ومن أعجب الأمور عندنا أن يكون الإنسان يقلد فكره ونظره وهو محدث مثله وقوة من قوى الإنسان التي خلقها الله فيه وجعل تلك القوة خديمة للعقل ويقلدها العقل فيما تعطيه هذه القوة ويعلم أنها لا تتعدى مرتبتها وأنها تعجز في نفسها عن أن يكون لها حكم قوة أخرى مثل القوة الحافظة معرفة ربه ولا يقلد ربه فيما يخبر به عن نفسه في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم فهذا من أعجب ما طرأ في العالم من الغلط وكل صاحب فكر تحت حكم هذا الغلط بلا شك إلا من نور الله بصيرته فعرف أن الله قد أعطى كل شيء خلقه فأعطى السمع خلقه فلا يتعدى إدراكه وجعل العقل فقيرا إليه يستمد منه معرفة الأصوات وتقطيع الحروف وتغيير الألفاظ وتنوع اللغات فيفرق بين صوت الطير وهبوب الرياح وصرير الباب وخرير الماء وصياح الإنسان ويعار الشاة وثؤاج الكياش وخوار البقر ورغاء الإبل وما أشبه هذه الأصوات كلها ولبس في قوة العقل من حيث ذاته إدراك شيء من هذا ما لم يوصله إليه السمع وكذلك القوة البصرية جعل الله العقل فقيرا إليها فيما توصله إليه من المبصرات فلا يعرف الخضرة ولا الصفرة ولا الزرقة ولا البياض ولا السواد ولا ما بينهما من الألوان ما لم ينعم البصر على العقل بها وهكذا جميع القوى المعروفة بالحواس ثم إن الخيال فقير إلى هذه الحواس فلا يتخيل أصلا إلا ما تعطيه هذه القوى ثم إن القوة الحافظة إن لم تمسك على الخيال ما حصل عنده من هذه القوى لا يبقى في الخيال منها شيء فهو فقير إلى الحواس وإلى القوة الحافظة ثم إن القوة الحافظة قد تطرأ عليها موانع تحول بينها وبين الخيال فيفوت الخيال أمور كثيرة من أجل ما طرأ على القوة الحافظة من الضعف لوجود المانع فافتقر إلى القوة المذكرة فتذكره ما غاب عنه فهي معينة للقوة الحافظة على ذلك ثم إن القوة المفكرة إذا جاءت إلى الخيال افتقرت إلى القوة المصورة لتركب بها مما ضبطه الخيال من الأمور صورة دليل على أمر ما وبرهان تستند فيه إلى المحسوسات أو الضرورات وهي أمور مركوزة في الجبلة فإذا تصور الفكر ذلك الدليل حينئذ يأخذه العقل منه فيحكم به على المدلول وما من قوة إلا ولها موانع وأغاليط فيحتاج إلى فصلها من الصحيح الثابت فانظر يا أخي ما أفقر العقل حيث لا يعرف شيئا مما ذكرناه إلا بوساطة هذه القوى وفيها من العلل ما فيها فإذا اتفق للعقل أن يحصل شيئا من هذه الأمور بهذه الطرق ثم أخبره الله بأمر ما توقف في قبوله وقال إن الفكر يرده فما أجهل هذا العقل بقدر ربه كيف قلد فكره مقلد لخياله وإن خياله مقلد لحواسه ومع تقليده فهو غير قوي على إمساك ما عنده ما لم تساعده على ذلك القوة الحافظة والمذكرة ومع هذه المعرفة بأن القوى لا تتعدى خلقها وما تعطيه حقيقتها وإنه بالنظر إلى ذاته لا علم عنده إلا الضروريات التي فطر عليها لا يقبل قول من يقول له أن ثم قوة أخرى وراءك تعطيك خلاف ما أعطتك القوة المفكرة نالها أهل الله من الملائكة والأنبياء والأولياء ونطقت بها الكتب المنزلة فاقبل منها هذه الأخبار الإلهية فتقليد الحق أولى من تقليد أفكارها فمالك أيها العاقل المنكر لها لا تقبلها ممن جاء بها ولا سيما عقول تقول أنها في محل الإيمان بالله ورسله وكتبه ولما رأت عقول أهل الإيمان بالله تعالى إن الله قد طلب منها أن تعرفه بعد أن عرفته بأدلتها النظرية علمت أن ثم علما آخر بالله لا تصل إليه من طريق الفكر فاستعملت الرياضات والخلوات والمجاهدات وقطع العلائق والانفراد والجلوس مع الله بتفريغ المحل وتقديس القلب عن شوائب الأفكار إذ كان متعلق الأفكار الأكوان واتخذت هذه الطريقة من الأنبياء والرسل وسمعت أن الحق جل جلاله ينزل إلى عباده ويستعطفهم فعلمت أن الطريق إليه من جهته أقرب إليه من الطريق من فكرها ولا سيما أهل الإيمان وقد سمعت قوله تعالى ' من أتاني يسعى أتيته هرولة ' وإن قلبه وسع جلال الله وعظمته فتوجه إليه بكله وانقطع من كل ما يأخذ عنه من هذه القوى فعند هذا التوجه أفاض الله عليه من نوره علما إلهيا عرفه بأن الله تعالى من طريق المشاهدة والتجلي لا يقبله كون ولا يرده ولذلك قال إن في ذلك يشير إلى العلم بالله من حيث المشاهدة لذكرى لمن كان له قلب ولم يقل غير ذلك فإن القلب معلوم بالتقليب في الأحوال دائما فهو لا يبقى على حالة واحدة فكذلك التجليات الإلهية فمن لم يشهد التجليات بقلبه ينكرها فإن العقل يقيد وغيره من القوى إلا القلب فإنه لا يتقيد وهو سريع التقلب في كل حال ولذا قال الشارع إن القلب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبه كيف يشاشء فهو يتقلب بتقلب التجليات والعقل ليس كذلك فالقلب هو القوة التي وراء طور العقل فلو أراد الحق في هذه الآية بالقلب أنهه العقل ما قال لمن كان له قلب فإن كل إنسان له عقل وما كل إنسان يعطي هذه القوة التي وراء طور العقل المسماة قلبا في هذه الآية فلذلك قال لمن كان له قلب فالتقليب في القلب نظير التحول الإلهي في الصور فلا تكون معرفة الحق من الحق إلا بالقلب لا بالعقل ثم يقبلها العقل من القلب كما يقبل من الفكر فلا يسعه سبحانه إلا أن يقلب ما عندك ومعنى قلب ما عندك هو أنك علقت المعرفة به عز وجل وضبطت عندك في علمك أمرا ما وأعلى أمر ضبطته في علمك به أنه لا ينضبط سبحانه ولا يتقيد ولا يشبه شيأ ولا يشبهه شيء فلا ينضبط مضبوط لتميزه عما ينضبط فقد انضبط ما لا ينضبط مثل قولك العجز عن درك الإدراك إدراك والحق إنما وسعه القلب ومعنى ذلك أن لا يحكم لي الحق تعالى بأنه لا يقبل ولا يقبل فإن ذات الحق وأنيته مجهولة عند الكون ولا سيما وقد أخبر جل جلاله عن نفسه بالنقيضين في الكتاب والسنة فشبه في موضع ونزه في موضع بليس كمثله شيء وشبه بقوله ' وهو السميع البصير ' فتفرقت خواطر التشبيه وتشتت خواطر التنزيه فإن المنزه على الحقيقة قد قيده وحصره في تنزيهه وأخلى عنه التشبيه والمشبه أيضا قيده وحصره في التشبيه وأخلى عنه التنزيه والحق في الجمع بالقول بحكم الطائفتين فلا ينزه تنزيها يخرج عن التشبيه ولا يشبه تشبيها يخرج عن التنزيه فلا تطلق ولا تقيد لتميزه عن التقييد ولو تميز تقيد في إطلاقه ولو تقيد في إطلاقه لم يكن هو فهو المقيد بما قيد به نفسه من صفات الجلال وهو المطلق بما سمى به نفسه من اسماء الكمال وهو الواحد الحق الجلي الخفي لا إله إلا هو العلي العظيم وصل وأما أسرار أهل الإلهام المستدلين فلا تتجاوز سدرة المتنهى فإن إليها تنتهي أعمال بني آدم ونهاية كل أمر إلى ما منه بداا فإن قال لك عارف ممن لا علم له بهذا الأمر إن الكرسي موضع القدمين فقل له ذلك عالم الخلق والأمر والتكليف إنما انقسم من السدرة فإنه قطع أربع مراتب والسدرة هي المرتبة الخامسة فنزل من قلم إلى لوح إلى عرش إلى كرسي إلى سدرة فظهر الواجب من القلم والمندوب من اللوح والمحظور من العرش والمكروه من الكرسي والمباح من السدرة والمباح قسم النفس وإليها تنتهي نفوس عالم السعادة ولأوصولها وهي الزقوم تنتهي نفوس أهل الشقاء وقد بيناها في كتاب التتنزلات الوصلية في باب يوم الاثنين وإذا ظهرت قسمة الأحكام من السدرة فإذا صعدت الأعمال التي لا تخلو من أحد هذه الأحكام لا بد أن تكون نهايتها إلى الموضع الذي منه ظهرت إذ لا تعرف من كونها منقسمة إلى ثم يكون من العقل الذي هو القلم ما يرى فيها ويكون من العرش نظر إلى المحظورات وهو مستوى الرحمن فلا ينظرها إلا بعين الرحمة ولهذا يكونن مآل أصحابها إلى ارحمة ويكون من الكرسي نظر إلى الأعمال المكروهة فينظر إليها بحسب ما يرى فيها وهو تحت حيطة العرش والعرش مستوى الرحمن والكرسي موضع القدمين فيسرع العفو والتجاوز عن أصحاب المكروه من الأعمال ولهذا يؤجر تاركها ولا يؤاخذ فاعلها فكتاب الأبرار في عليين ويدخل فيهم العصاة أهل الكبائر والصغائر وأما كتاب الفجار ففي سجين وفيه أصول السدرة التي هي شجرة الزقوم فهناك تنتهي أعمال الفجار في أسفل سافلين فإن رحمهم الرحمن من عرش الرحمانية بالنظرة التي ذكرناها جعل لهم نعيما في منزلهم فلا يموتون فيه ولا يحبون فهم في نعيم النار دائمون مؤبدون كنعيم النائم بالرؤيا التي يراها في حال نومه من السرور وربما يكون في فراشه مريضا ذا بؤس وفقر ويرى نفسه في المنام ذا سطان ونعمة وملك فإن نظرت إلى النائم من حيث ما يراه في منامه ويلتذ به قلت إنه في نعيم وصدقت وإن نظرت إليه من حيث ما تراه في فراشه الخشن ومرضه وبؤسه وفقره وكلومه قلت إنه في عذاب هكذا يكون أهل النار فلا يموت فيها ولا يحيى أي لا يستيقظ أبدا من نومته فتلك الرحمة التي يرحم الله عذابهم توهم وقوع العذاب بهم وذلك كله بعد قوله لا يفتر عنهم العذاب وهم فيه مبلسون ذلك زمان عذابهم وأخذهم بجرائهم قبل أن تلحقهم الرحمة التي سبقت الغضب الإلهي فإذا اطلع أهل الجنان في هذه الحالة على أهل النار ورأوا منازلهم في النار وما أعد الله فيها وما هي عليه من قبح المنظر قالوا معذبون وإذا كوشفوا على الحسن المعنوي الإلهي في خلق ذلك المسمى قبحا ورأوا ما هم فيه في نومتهم وعلموا أحوال أمزجتهم قالوا منعمون فسبحان القادر على ما يشاء لا إله إلا هو العزيز الحكيم فقد فهمت قول الله تعالى لا يموت ففيها ولا يحيى وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم أما أهل النار الذين هم أهلها فإنهم لا يموتون ولا يحيون والله يقول الحق وهو يهدي السبيلا أسرار أهل الإلهام المستدلين فلا تتجاوز سدرة المتنهى فإن إليها تنتهي أعمال بني آدم ونهاية كل أمر إلى ما منه بداا فإن قال لك عارف ممن لا علم له بهذا الأمر إن الكرسي موضع القدمين فقل له ذلك عالم الخلق والأمر والتكليف إنما انقسم من السدرة فإنه قطع أربع مراتب والسدرة هي المرتبة الخامسة فنزل من قلم إلى لوح إلى عرش إلى كرسي إلى سدرة فظهر الواجب من القلم والمندوب من اللوح والمحظور من العرش والمكروه من الكرسي والمباح من السدرة والمباح قسم النفس وإليها تنتهي نفوس عالم السعادة ولأوصولها وهي الزقوم تنتهي نفوس أهل الشقاء وقد بيناها في كتاب التتنزلات الوصلية في باب يوم الاثنين وإذا ظهرت قسمة الأحكام من السدرة فإذا صعدت الأعمال التي لا تخلو من أحد هذه الأحكام لا بد أن تكون نهايتها إلى الموضع الذي منه ظهرت إذ لا تعرف من كونها منقسمة إلى ثم يكون من العقل الذي هو القلم ما يرى فيها ويكون من العرش نظر إلى المحظورات وهو مستوى الرحمن فلا ينظرها إلا بعين الرحمة ولهذا يكونن مآل أصحابها إلى ارحمة ويكون من الكرسي نظر إلى الأعمال المكروهة فينظر إليها بحسب ما يرى فيها وهو تحت حيطة العرش والعرش مستوى الرحمن والكرسي موضع القدمين فيسرع العفو والتجاوز عن أصحاب المكروه من الأعمال ولهذا يؤجر تاركها ولا يؤاخذ فاعلها فكتاب الأبرار في عليين ويدخل فيهم العصاة أهل الكبائر والصغائر وأما كتاب الفجار ففي سجين وفيه أصول السدرة التي هي شجرة الزقوم فهناك تنتهي أعمال الفجار في أسفل سافلين فإن رحمهم الرحمن من عرش الرحمانية بالنظرة التي ذكرناها جعل لهم نعيما في منزلهم فلا يموتون فيه ولا يحبون فهم في نعيم النار دائمون مؤبدون كنعيم النائم بالرؤيا التي يراها في حال نومه من السرور وربما يكون في فراشه مريضا ذا بؤس وفقر ويرى نفسه في المنام ذا سطان ونعمة وملك فإن نظرت إلى النائم من حيث ما يراه في منامه ويلتذ به قلت إنه في نعيم وصدقت وإن نظرت إليه من حيث ما تراه في فراشه الخشن ومرضه وبؤسه وفقره وكلومه قلت إنه في عذاب هكذا يكون أهل النار فلا يموت فيها ولا يحيى أي لا يستيقظ أبدا من نومته فتلك الرحمة التي يرحم الله عذابهم توهم وقوع العذاب بهم وذلك كله بعد قوله لا يفتر عنهم العذاب وهم فيه مبلسون ذلك زمان عذابهم وأخذهم بجرائهم قبل أن تلحقهم الرحمة التي سبقت الغضب الإلهي فإذا اطلع أهل الجنان في هذه الحالة على أهل النار ورأوا منازلهم في النار وما أعد الله فيها وما هي عليه من قبح المنظر قالوا معذبون وإذا كوشفوا على الحسن المعنوي الإلهي في خلق ذلك المسمى قبحا ورأوا ما هم فيه في نومتهم وعلموا أحوال أمزجتهم قالوا منعمون فسبحان القادر على ما يشاء لا إله إلا هو العزيز الحكيم فقد فهمت قول الله تعالى لا يموت ففيها ولا يحيى وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم أما أهل النار الذين هم أهلها فإنهم لا يموتون ولا يحيون والله يقول الحق وهو يهدي السبيل

الباب التاسع والخمسون في معرفة الزمان الموجود المقدر

إن الزمان إذا حققت حاصله . . . محقق فهو بالأوهام معلوم

مثل الطبيعة في التأثير قوته . . . والعين منها تومنه فيه معدوم

به تعينت الأشيا وليس له . . . عين يكون عليه منه تحكيم

العقل يعجز عن إدراك صورته . . . لذا نقول بأن الدهر موهوم

لولا التنزه ما سمى الإله به . . . وجوده فله في القلب تعظيم

صفحہ 364