فتوح الشام

الواقدي d. 207 AH
137

فتوح الشام

فتوح الشام

ناشر

دار الكتب العلمية

ایڈیشن نمبر

الأولى ١٤١٧هـ

اشاعت کا سال

١٩٩٧م

خيل المسلمين إليها فإذا معها قسيس كبير من قسوس الروم ومعه مائة برذون موسوقة بالأحمال ومن حولها مائة علج من علوج الروم يحفظونها. قال الواقدي: ولم يكن للقسيس خبر بنزول المسلمين على شيزر فصاح بهم خالد بن الوليد ﵁ وكبر المسلمون معه واحدقوا بهم من كل جانب وأخذوا العلوج اسرى وأخذوا البراذين واقبل خالد على القسيس وقال له: يا ويلك من اين اقبلت بهذه الأحمال قال فرطن القسيس بالرومية فلم يدر خالد ما يقول: هذا القسيس الميشوم فبدا إليه رجل من أهل شيزر وقال: يا أيها الأمير إنه يذكر إنه من القسوس المعظمة عند الملك هرقل وقد بعثه وبعث معه إلى هربيس هذه الأحمال فيها ديباج أحمر منسوج بقضبان الذهب وعشرة أحمال مملوءة دنانير وباقي الأحمال مملوءة من الثياب والدنانير فأخذوها واخرجوا منها مالا عظيما وغنم المسلمون غنيمة غظيمة لم يغنموا مثلها وساق خالد بن الوليد الأحمال إلى الأمير أبي عبيدة ﵁ فوجده على النهر المقلوب مما يلي شيزر وتحته عباءة قطوانية وعلى رأسه مثلها تظله من حر الشمس فأقبل خالد بن الوليد ﵁ بالقسيس فأوقفه بين يديه فقال أبو عبيدة: ما هذا يا أبا سليمان فقال خالد: إنهم قوم من انطاكية ومعهم هدية لهربيس صاحب حمص من ملك الروم هرقل. قال الواقدي: وعرض عليه الغنيمة ففرح الأمير أبو عبيدة بها فرحا شديدا وقال: يا أبا سليمان لقد كان فتح شيزر علينا مباركا ثم دعا بترجمان كان معه لا يفارقه وقال اسال هؤلاء عن ملك الروم الطاغية هرقل هل هو في جمع كثير أم لا فكلم الترجمان القسيس ساعة فقال القسيس قل للامير: أن الملك هرقل قد بلغه إنكم فتحتم دمشق وبعلبك وجوسية وأنكم لم تنزلوا على حمص فبعث معي هذه الهدية إلى هربيس البطريق وكتب إليه يأمره بقتالكم ويعده بالنجدة وقدوم العساكر إليه لأن الملك هرقل قد استنجد عليكم كل من يعبد الصليب ويقرأ الإنجيل فأجابته الرومية والصقالبة والافرنج والأرمن والدقس والمغليط والكرج واليونان والعلف والغزنة وأهل رومية وكل من يحمل صليبا والعساكر قد وصلت إلى الملك هرقل من كل جانب ومكان قال فحدث الترجمان الأمير أبا عبيدة ﵁ بكل ما أعلمه القسيس به فعظم ذلك على الأمير أبي عبيدة وعرض على القسيس الإسلام فقال القسيس للترجمان قل للامير: أبي عبيدة إني البارحة رأيت رسول الله ﷺ في المنام وقد أسلمت على يديه ففرح الأمير أبو عبيدة بذلك وعرض على الأعلاج الإسلام فأبوا ذلك فضربت رقابهم ورحل أبو عبيدة ﵁ متوجها إلى حمص وقد سير الخيل جريدة في مقدمته فما يشعر أهل حمص إلا والخيل قد أغارت عليهم فرجع القوم إلى المدينة وقد غلقوا الأبواب وقالوا: غدرت

1 / 141