161

فصوص الحکم

فصوص الحكم

اصناف

شيء عليم (1) . فقد اعترف صلى الله عليه وسلم لأصحابه بأنهم أعلم بمصالح الدنيا (2) منه لكونه لا خبرة (3) له بذلك (97 - ب) فإنه علم ذوق وتجربة ولم يتفرغ عليه السلام لعلم ذلك ، بل كان (4) شغله بالأهم فالأهم . فقد نبهتك على ادب عظيم تنتفع به إن استعملت نفسك فيه . وقوله "فوهب لي ربي حكما يريد الخلافة ، "وجعلني من المرسلين " يريد الرسالة : فا كل رسول خليفة فالخليفة صاحب السيف والعزل والولاية . والرسول ليس كذلك : إنما عليه بلاغر) ما أرسل به : فإن قاتل عليه وحماه بالسيف فذلك الخليفة الرسول. فكما أنه ما كل نبي رسول ، كذلك ما كل رسول خليفة - أي ما أعطي الملك ولا التحكم فيه . وأما حكمة سؤال فرعون عن الماهية الإلهية فلم يكن (6) عن جهل وإنما كان عن اختبار حتى يرى جوابه مع دعواه الرسالة عن ربه وقد علم فرعون مرتبة المرسلين في العلم - فيستدل بجوابه على صدق دعواه . وسأل سؤال إيهام (7) من أجل الحاضرين حتى يعرفهم من حيث لا يشعرون بما شعر هو في نفسه في سؤاله: فإذا أجابه جواب العلماء بالأمر أظهر فرعون - إبقاء لمنصبه - أن موسى ما أجابه على سؤاله ، فيتبين عند الحاضرين - لقصور فهمهم - أن فرعون أعلم من موسى. ولهذا لما قال له في الجواب ما ينبغي - وهو (98-1) في الظاهر غير جواب ما سئل عنه ، وقد علم فرعون أنه لا يجيبه إلا بذلك - فقال لأصحابه "إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون " أي مستور عنه علم ما سألته عنه ، إذ لا يتصور أن يعلم أصلا . فالسؤال صحيح ؛ فإن السؤال

صفحہ 207