فصول من الفلسفة الصينية
فصول من الفلسفة الصينية: مع النص الكامل لكتاب الحوار لكونفوشيوس وكتاب منشيوس
اصناف
المدرسة الموهية نسبة إلى معلمها مو تزو، وكانت ذات تنظيم شبه عسكري صارم ومنضبط، وتتخذ من معبد الأسلاف مقرا لها حيث يمارس أفرادها التدريب العسكري، ويقدمون القرابين للأسلاف. وكان مو تزو أبرز نقاد كونفوشيوس، وبنى تعاليمه انطلاقا من نقده هذا. (4)
مدرسة الأسماء (أو المجادلين). ومعلمو هذه المدرسة ركزوا على العلاقة بين الأسماء وحقيقتها. وقد كان هؤلاء بارعين في الجدل وفنون الكلام، ويشبهون في كثير من النواحي السفسطائيين في الفلسفة اليونانية. (5)
مدرسة التاو تي؛ أي التاو وقوته. ويرى معلمو هذه المدرسة أن كل ما حولنا متبدل ومتغير، إلا أن القوانين الكامنة وراء التغير تبقى ثابتة وغير متغيرة، وما على الإنسان لكي يعيش في سعادة سوى فهم هذه القوانين والتوافق معها في سلوكه. وكان لاو تسو مؤلف كتاب التاو تي تشينغ أبرز هؤلاء المعلمين. (6)
المدرسة الشرائعية. ومعلمو هذه المدرسة لا يثقون بالمنظومات الأخلاقية، ويرون أن نظام الدولة والمجتمع ينبغي أن يستند إلى منظومة صارمة من الشرائع والقوانين التي ترعى الدولة تطبيقها، وتضع الروادع والمكافآت التي تدفع المواطنين إلى الالتزام بها.
بعد وفاة كونفوشيوس عام 479ق.م. ولعدة قرون تالية، بقيت أربع مدارس من هذه الست؛ وهي مدرسة المثقفين، والموهيين، والشرائعيين، والتاويين، تتنافس على اكتساب المريدين وقلوب الحكام، إلى أن سيطرت الكونفوشية بشكل كامل على عموم الصين في القرن الأول الميلادي.
الفصل الثاني
كونفوشيوس
حياته وفكره
الاسم كونفوشيوس هو الصيغة اللاتينية التي استخدمها الباحثون الغربيون للاسم الصيني كونغ فو تسو. والكلمة الأخيرة في هذا الاسم (تسو أو تزو) تعني المعلم، وكانت تلحق بأسماء الفلاسفة مثل لاو تسو وتشوانغ تزو وهسون تزو، أما كلمة فو فتعني المبجل. كانت ولادته عام 551ق.م.، وهو ينتمي إلى أسرة نبيلة تصلها أواصر قربى بأسرة شانغ الملكية، ولكنها قبل ولادة كونفوشيوس كانت قد وصلت إلى حالة من العوز قادتها إلى الرحيل إلى دولة لو الصغيرة للاستقرار هناك.
معلوماتنا عن سيرة حياته مستمدة من سجلات تاريخية تعود إلى القرن الأول قبل الميلاد؛ فقد عاش حياة متواضعة خلال طفولته ومطلع شبابه، ولكنه حصل تعليما عاليا بجهوده الخاصة ودون معلم نظامي، وهذا ما أهله للحصول على وظيفة إدارية في دولة لو، فكان مسئولا عن حسابات الحبوب وحيوانات القربان، وبدأ يكتسب التلاميذ كمعلم. بعد ذلك رحل إلى دولة تشي القريبة حيث قدم المشورة لحكامها، ثم عاد إلى دولة لو وتزايد تلاميذه. في سن الخمسين عين قاضيا ثم وزيرا للعدل في لو، ولكنه استقال من منصبه عندما لم يفلح في إصلاح الأمير، وغادر الإمارة وتجول لمدة 13 سنة في تسع مقاطعات باحثا عن فرصة لتحقيق مبادئه في السياسة والإصلاح الاجتماعي، ولكنه فشل، فعاد إلى موطنه حيث توفي بعد ثلاث سنوات في سن الثالثة والسبعين عام 479ق.م.
نامعلوم صفحہ