فصول من الفلسفة الصينية

فراس السواح d. 1450 AH
189

فصول من الفلسفة الصينية

فصول من الفلسفة الصينية: مع النص الكامل لكتاب الحوار لكونفوشيوس وكتاب منشيوس

اصناف

16: 1

لما عزمت عائلة جي على شن الحرب على جوان يو، مضى ران يو وجي لو إلى كونفوشيوس قائلين: «إن عائلة جي عازمة على شن الحرب على جوان يو.» فقال كونفوشيوس لران يو: «أليس هذا خطؤك؟ فمنذ القدم جعل الملوك الأوائل جوان يو مكانا لتقديم القرابين على جبل دونغ مونغ، كما أنها تقع داخل أراضينا، وفيها مذابحنا الوطنية المخصصة للتربة والحبوب، فلماذا يهاجمونها؟»

قال ران يو: «هذه مشيئة سيدنا لا مشيئتنا نحن الوزيرين.» قال كونفوشيوس: «اسمع. روي عن تشو رين قوله: «إذا كان في وظيفتك مجال لإظهار كفاءتك، فاشتغل بها وإلا فانسحب.» فإذا لم يساعد الوزير سيده عندما تحيق به الأخطار، أو يكون مهددا بالسقوط، فما الفائدة منه؟ زد على ذلك أنك مخطئ فيما قلت. فإذا هرب نمر أو كركدن من قفصه، أو انكسرت قطعة من الجاد الثمين، أو قوقعة سلحفاة في حرز، فعلى من نضع اللوم؟»

فقال ران يو: «إن تحصينات جوان يو قوية، وهي ليست بعيدة عن معقل عائلة جي، وإذا لم نستول عليها الآن فستكون لذلك عواقب وخيمة على الأجيال التالية.» قال كونفوشيوس: «يا ران يو، إن الرجل النبيل لا يحب من يتجنب قول ما يريده فعلا، ثم يورد التبريرات والمعاذير. قد سمعت أن رؤساء الدول وأولياء الأسر لا يقلقهم الفقر، وإنما سوء توزيع الثروة، ولا يقلقهم قلة عدد السكان، وإنما مدى شعور هؤلاء بالأمان. فإذا تحقق التوزيع العادل للثروة اختفى الفقر، وإذا ساد الاطمئنان في المجتمع يتكاثر السكان، وإذا ساد الأمان فلا يئول البلد للسقوط؛ عند ذلك يغدو بالإمكان جذب الرعايا الأبعدين الذين لم يخضعوا لسلطة الدولة، وذلك برعاية الثقافة والفضائل. وعندما يأتون عليك أن تجعلهم يشعرون بالأمان. والآن يا ران يو وجي لو تقومان بخدمة سيدكما، والرعايا الأبعدون لم يخضعوا لسلطة الدولة، كما لم تكن هناك جهود لجذبهم إليها. والأقاليم متمزقة وصارت على حافة الانهيار، ولكنكم تخططون الآن لإشعال فتيل الحرب في دولتكم، وإني لأظن أن مشكلة أسرة جي ليست في جوان يو، وإنما داخل بلاط الدولة.»

16: 2

قال المعلم: عندما يسود صراط الحق في الدولة تحت حكم سلطة عادلة، فإن الإمبراطور هو الذي يقرر كل ما يتصل بشئون الطقوس والموسيقى والحملات العسكرية. وعندما يغيب صراط الحق في الدولة، فإن الأمراء هم الذين يقررون كل ما يتعلق بشئون الطقوس والموسيقى والحملات العسكرية، وفي هذه الحالة فإن الأسرة الحاكمة تفقد سلطتها خلال عشرة أجيال. أما إذا آلت هذه الشئون إلى كبار الوزراء، فإن الأسرة الحاكمة تفقد سلطتها خلال خمسة أجيال، وإذا آلت إلى الموظفين، فإن الأسرة الحاكمة تفقد سلطتها خلال ثلاثة أجيال. عندما يسود صراط الحق في الدولة، فإن موظفيها لا يتدخلون في السياسة، والرعايا لا يناقشون شئونها فيما بينهم.

16: 3

قال كونفوشيوس: مرت خمسة أجيال على ضياع السلطة من يد البيت الحاكم (في إمارة لو)، ومرت أربعة أجيال على وقوع شئون الحكم في أيدي المستشارين؛ ولهذا فقد آلت أحوال دولة لو إلى الانحطاط إبان حكم الأسر الثلاث المتحدرة من هوان.

16: 4

قال المعلم: هنالك ثلاثة أنواع من الصداقة المفيدة، وثلاثة أنواع أخرى من الصداقة الضارة؛ فصداقة المخلص، والصادق، والمتعلم، صداقة مفيدة، أما صداقة الغشاش، والمنافق، والمداهن؛ فصداقة ضارة.

نامعلوم صفحہ