============================================================
النظم فى النحو خف الشعر على لسان العربئ، فقيد به مآثره، وسجل على بحوره خواطره ومشاعره، وقد لجا إليه مصنفو العلوم والفنون، يضبطون به القواعد، ويقيدون به الآحكام ، فرآينا منظومات فى القرائض (المواريث) والقراءات وعلؤم الحديث والأصول والبلاغة والمنطق والعروض والميقات، إلى سائر فروع الثقافة العربية . وقد كان للنحو فى هذا الميدان النصيب الأوفى، فكثر النظم فيه ، بين قصيد على قافية واحدة ، إلى أرجوزة متعددة القوافى ، وبين نظم فى مسألة واحدة من مسائله، إلى نظم يستغرق كل أبوابه ومسائله .
وهنا يرد سؤال : متى بدأ النظم فى النحو ؟
وللاجابة على هذا السؤال أقول : الظن بالمنظومات العلمية أن تكون متأخرة ، أو على الأقل بعد القرون الأربعة الأولى، وقد قلبت فى كتب النحاة والفهارس العامة للتهدى إلى أول من نظم فى النحو ، فكان أعجب مارأيت ما جاء فى كتاب "مقدمة فى النحو" المنسوب إلى خلف الأحمر المتوفى سنة 180، فقد ذكر أن للخليل بن أحمد قصيدة فى النحو(1) ونقل منها هذين البيتين : فانشق وصل بالواو قولك كله وبلا وثم وأو فليست تصعب الفاء ناسقة كذلك عندنا وسبيلها رخب اللذاهب مشعب وهذا قول واضح البطلان ، فإن روح هذا الشعر تنفى أن يكون للخليل ، ولم يذ كر أحد ممن ترجموا للخليل أن له قصيدة فى النحو ، وقد علق الأستاذ (1) مقدمة فى النحو، ص ه8، 86
صفحہ 29