============================================================
قالوا تلقب زين الدين فهوله نعت جميل به أضحى اسمه حسنا فقلت لا تغبطوه إن ذا لقب وقف على كل نحس والدليل أنا وفى دمشق اتصل ابن معط بالملك المعظم عيسى بن محمد الأيوبى سلطان الشام ، وكان من علماء(1) الملوك، محبا للعلم مكرما للعلماء ، عالما بفقه الحنفية والعربية . قيل : إنه جعل لكل من يحفظ "المفصل" للزمخشرى مائة دينار وخلمة، فحفظه لذلك السبب جماعة، وقد كرم هذا السلطان العالم ابن معط، وولاء النظر فى مصالح امساجد، ولما توفى الملك المعظم سنة (624) اتصل ابن معط بالملك الكامل سلطان الدولة الأيوبية بمصر ، وكان عارفا بالأدب وله شعر ودراية بالحديث، سماعا ورواية. قال عنه ابن خلكان : 0 كان محبا للعلماء متمسكا بالسنة النبوية ،حسن الاعتقاد ، معاشرا لأرباب الفضائل..
وكان يبيت عنده كل ليلة جمعة جماعة من الفضلاء ويشار كهم فى مباحثاتهم ، (2 ويسألهم عن المواضع المشكلة من كل فن "(2) .
وقد حضر ابن معطى مرة مجلس اللك الكامل مع جماعة من العلماء، فسألهم الملك الكامل، قال : " زيد ذهب به "هل يجوز فى "زيد" النصب؟
فقالوا : لا ، فقال ابن معطى : يجوز النصب، على أن يكون المرتفع بذهب المصدر الذى دل عليه "ذهب" وهو الذهاب، وعلى هذا فوضع الجار والمجرور الذى هو " به * النصب، فيجىء من باب : زيد مررت به، إذ يجوز فى "زيد" النصب، فكذلك ها هنا . فاستحسن الملك الكامل جوابه، وأمره بالسفر معه إلى مصر، فسافر، وقرر له معلوما على أن يقرىء الناس (1) البداية والنهاية 13/ 121، ونشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة ص 166 .
(4) وفيات الأعيان، /172
صفحہ 14