190

فصول فی دعوت و اصلاح

فصول في الدعوة والإصلاح

ناشر

دار المنارة للنشر والتوزيع

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م

پبلشر کا مقام

جدة - المملكة العربية السعودية

اصناف

والعبرة في هذا العدوان السخيف: أن آباء هؤلاء الطلاب الأربعين لا يعلمون بأن معلم التاريخ الإسلامي لأبنائهم نصراني شيوعي لا يؤمن بدين ولا يقرّ بإله، ويصرّح بذلك في دروسه على طلابه! لا يعلمون بذلك لأنهم لا يهتمون به ولا يسألون عنه أبناءهم ... هذه فئة منهم. وفئة تعلم بذلك ولكنها لا تباليه ولا تحفل به، وفئة ثالثة تعلم ذلك وتحفله وتهتم به، ولكنها لا تقدر على شيء لأن كل واحد يتكلم وحده، كل واحد منا يأتي وحده فيدفع الباب فلا يندفع، فيدعه ويمضي معتقدًا أنه وفّى ما عليه. ولو دفعناه جميعًا لانهار انهيارًا، فيجب أن نأخذ من هذا عبرة ودافعًا إلى العمل المجتمِع، ذلك الذي لم نتعلمه بعد.
والعبرة في هذا العدوان السخيف: أن هؤلاء الطلاب القلائل الذين أنكروا ما سمعوا، وأحبوا أن يردّوه ويعرفوا حقيقته، لم يجدوا كتابًا يتعلمون منه حقائق الإسلام، ومن وجد منهم الكتاب لم يفهمه، لأنه مكتوب بغير لغة هذا العصر لغير أبناء هذا العصر!
ولقد كنت العام الماضي في العراق، فسألني أحد تلاميذي -من طلاب الثانوية في بغداد- عن كتاب واضح منير فيه بيان حقيقة الإسلام وأركانه، يقرؤه فيغدو مسلمًا كاملًا ويستغني به عن غيره، فلم أجد ما أدلّه عليه (١)، لأننا لا نزال في حاجة إلى كتاب

(١) انظر مقالة «كتاب في الدين الإسلامي» المنشورة في كتاب «فصول إسلامية»، وفيها: "ولقد أحسست بهذا النقص منذ ابتداء عهدي بالطلب، وعرضت له في رسائل «في سبيل الإصلاح» التي نشرتها=

1 / 207