ومن مظاهر سخائه وإحسانه أنه حبس كتبه على أصحابه، ووزع أموالًا
عليهم وعلى الفقراء والمحتاجين من جيرانه قبل موته.
وكانت وفاته ببغداد لسبع خلون من شوال سنة خمس وسبعين وثلاثمائة، وسنه نحو الثمانين، وصُلي عليه بجامع المنصور.
شيخه القاضى عبد الوهاب
هو أبو محمد عبد الوهاب بن علي بن نصر بن أحمد البغدادي (١). أحد أئمة المذهب المالكي، كان حسن النظر جيد العبارة.
سمع من كثيرين مثل أبي عمر بن السماك؛ وأبي خلاد النصيبي؛ وتفقه على أبي بكر الأبهري (٢) وكبار أصحابه كأبي الحسن القصار (-٣٩٧) وأبي القاسم
بن الجالاب (-٣٧٨) ودرس الفقه والأصول والكلام على القاضي أبي بكر الباقلاني (- ٤٠٣) وصحبه.
له تآليف مفيدة في مسائل مذهبه وفي الخلاف وفي الأصول، منها: التلقين، وشرحه لم يتم، وشرح الرسالة الفقهية لأبي محمد بن أبي زيد، والممهد في شرح مختصر الشيخ أبي محمد، وشرح المدونة، لم يتم، والنصرة لمذهب إمام