ولسوء حظهم، وجد أن الفندق غير مناسب للحديث الخاص؛ إذ دائما ما يأتي إلى هناك أفواج من رجال الحرس، والفرسان، والجنود لطلب المرطبات؛ لذا طرحوا فكرة المناقشة الخاصة مؤقتا، وانهمكوا في حديث عام.
كان أهم ما دار حوله الحديث، هو الهجوم الذي شن على القلعة في اليوم السابق، وطرد جنود روشيل، على حين غادر جنود الملك القلعة؛ خشية أن تسقط جدرانها عليهم.
قال آثوس لأربعة من ضباط الحرس: «أيها السادة، لدي رهان أريد أن أعقده معكم: أراهن على أن أتناول، أنا ورفاقي الثلاثة، طعام الإفطار في القلعة. وسنمكث هناك ساعة كاملة، رغم ما قد نتعرض له من العدو لإجبارنا على تركه.»
نظر بورثوس وأراميس، كل إلى الآخر، نظرة ذات مغزى.
قال السيد دي بوسيني، وهو أحد الضباط: «إذن، فلنحدد قيمة الرهان.»
قال آثوس: «أنتم أربعة رجال، ونحن أربعة؛ ومن ثم، فلتكن قيمة الرهان العشاء هنا في الساعة الثامنة؟ أهذا يكفي؟»
وافق الضباط الأربعة، على الفور.
نادى آثوس خادمه جريمو، وأشار إلى سلة كبيرة في الركن.
فهم جريمو أن سيده يريد منه أن يضع في السلة طعام الإفطار، الذي أحضره صاحب الفندق. وبعدها ينطلق الأصدقاء الأربعة، يتبعهم جريمو بالسلة إلى القلعة.
وعندما غادروا المعسكر، استدار دارتانيان نحو آثوس قائلا: «أخبرني، يا آثوس، إلى أين نحن ذاهبون؟» «لا داعي لهذا السؤال؛ يمكنك أن ترى بوضوح أننا ذاهبون إلى القلعة.» «نعم، ولكن ماذا سنعمل هناك؟» «نتناول الإفطار.»
نامعلوم صفحہ