بعد انصراف اللورد، غدا الحديث وديا، فعلم دارتانيان أن لورد وينتر لم يكن أخا ميلادي، بل هو شقيق زوجها؛ فقد تزوجت أخا اللورد وينتر الأصغر، وهي الآن أرملته، بعد أن أنجبت منه طفلا واحدا. كان هذا الابن الوارث الوحيد للورد وينتر، شريطة ألا يتزوج هذا اللورد.
أحس دارتانيان، في أثناء الحديث الذي دار بينهما، بأن ميلادي تخفي شيئا ما، ولكن ما هو؟ هذا ما لم يستطع فهمه. أضف إلى ذلك، اقتناعه بأنها من أصل فرنسي وليست إنجليزية. كانت تتكلم الفرنسية بطلاقة ونقاء أزالا كل شك.
في المساء التالي، عاود دارتانيان زيارة ميلادي، فاستقبلته بحفاوة أكثر. وبدا أنها تخصه باهتمام عظيم به وبعمله. رغم ذلك، لم ينس دارتانيان أن يثني على الكاردينال، وقال إنه كان يتمنى الالتحاق بحرس الكاردينال، لو لم يقدم أولا للسيد دي تريفي.
غيرت ميلادي مجرى الحديث بعد ذلك بلباقة، وسألت ببراءة عما إذا كان دارتانيان قد قام بزيارة إنجلترا، في وقت ما.
فكر دارتانيان في نفسه قائلا: «رباه! إنها تعرف زيارتي السرية لإنجلترا، للورد بكنجهام.»
أجاب بصوت بريء براءة صوت ميلادي، بأن السيد دي تريفي أرسله ذات مرة إلى إنجلترا لشراء خيول، فأحضر معه أربعة جياد من نوع أصيل.
وإذ أدركت ميلادي أن دارتانيان يجيد اللعب بالألفاظ مثلما يجيد اللعب بالسيف، أدارت دفة الحديث إلى موضوعات أكثر أمنا.
الفصل الخامس عشر
دارتانيان يسترق السمع
رغم نصيحة آثوس، هام دارتانيان بحب ميلادي، وظل يزورها كل مساء تقريبا. وما عاد يستأذن في الدخول عليها؛ إذ أصدرت ميلادي أمرا بأن يدخل دارتانيان حجرة جلوسها الخاصة، فور مجيئه مباشرة.
نامعلوم صفحہ