هموم البيت تقض على الزوج مضجعه، أو توجع رأسه.
والذين يعشون في العزوبة يحسبونها نقمة، أو يصنعون ما هو شر وأدهى، وأناس يتمنون الذرية، وأناس عندهم الذرية ويضجون منها أو يسألون لها الزوال.
فما العزوبة إذن وما الزواج، إلا العزلة الموحشة أو العناء المضاعف. ***
المقام في الدار داء، والرحلة إلى الغربة خطر وعناء.
والحروب ترعبنا بوغاها، والسلم نحن فيه أضل سبيلا.
فماذا بقي لنا بعد إلا أن نصيح وجلين:
ليتنا لم نولد، أو ليتنا إذ ولدنا نموت!
وليس في هذا الشعر - بعد تجريده من الوزن والقافية - معنى لا تحتويه مقالة أو كلام منثور. •••
ولعل باكون كان يتمنى لقريحته نصيبا شعريا أوفى من هذا النصيب؛ لأنه عظم الشعر كما لم يعظمه أحد من علماء زمانه وذوي الرئاسة بين أقرانه، فقال في بعض وصاياه إلى اللورد «إسكس» صديقه أولا وغريمه بعد ذاك: «إن قصائد الشاعر تعيش ولا تضيع منها كلمة بعد أن تنطوي الدول والحكومات، بأجيال وراء أجيال ... وإنها لتصعد على مرتقى من الزمن يستكشف المقبل من الزمان.»
ولا نخال باكون قد صرف هذا التعظيم إلى الشعر الذي ينسب إليه ومنه تلك القصيدة التي قدمناها. ولكنه عظم به ما كان يقدره من كلام غيره، وما كان يتمناه لنفسه ولا يصل إليه.
نامعلوم صفحہ