ابتسم فرانكنشتاين ابتسامة رقيقة وقال: «لكنك أنقذت حياتي. أنا مدين لك.» - «لا أهمية لهذا الآن. أنت بحاجة إلى الراحة.»
وبعد برهة من الصمت سأل فرانكنشتاين: «أتظن أن الجليد قد انهار بما يكفي لتدمير المزلاج الآخر؟ أتظنه فقد إلى الأبد؟»
أخبرته أنه من الصعب التيقن من ذلك لأن الجليد كان لا يزال صلبا. استغرق فرانكنشتاين في تفكير عميق مرة أخرى ثم قال: «أفضل أن أعود إلى سطح السفينة ترقبا لظهور ذلك المزلاج.»
نهيته بقوة قائلا: «لا، صحتك واهنة للغاية والجو شديد البرودة. سأكلف أحد رجالي بترقبه.»
ابتسم وقال: «أشكرك يا روبرت، هذا كرم منك.»
مرت الأيام القليلة التالية دون وقوع أحداث جديرة بالذكر. تحسنت صحة فرانكنشتاين، لكنه ظل واهنا، وأمضى أوقاتا طويلة غارقا في التفكير. وعلى الرغم من حزنه فقد تسامرنا معظم الليالي حتى وقت متأخر، فبات هو الصديق الذي كنت أصبو إليه بشدة في هذه الرحلة غير الموفقة. وكان كل مأربي هو أن أساعده بكل ما في وسعي، فقد كان فرانكنشتاين إنسانا دمث الخلق، حكيما وذكيا، وكلما عرفته عز علي أن أراه متألما.
تحدثنا في إحدى الليالي عن رحلتي لاكتشاف القطب الشمالي، وأخبرته بالقصة كلها، ولسبب ما ازددت غما.
قلت في خشونة: «أخشى أن تظنني إنسانا أحمق يا فرانكنشتاين، لأنني أنفقت كل أموالي وضغطت على رجالي بشدة من أجل المجيء إلى هنا. لا أعرف سبب أهمية أن أكتشف أراضي لم يرها إنسان من قبل. ثمة شيء بداخلي يدفعني للمضي قدما وأخشى أن شيئا لن يوقفني حتى أتمم الأمر بنجاح. أرجو أن تفهمني، وألا أسقط من نظرك.»
اغرورقت عينا فرانكنشتاين بالدموع عندما شعر بالحماسة المتقدة في صوتي، ثم صاح: «يا لك من تعس! روبرت، لا بد أن تنصت جيدا إلى قصتي. لا بد أن تدرك الخطر الذي تخلفه مثل هذه الرغبات القوية!»
اندهشت من ثورته وقلت: «أي قصة؟ ما الذي تتحدث عنه يا فرانكنشتاين؟»
نامعلوم صفحہ