Foundations of Islamic Education and Its Methods in Home, School, and Society
أصول التربية الإسلامية وأساليبها في البيت والمدرسة والمجتمع
ناشر
دار الفكر
ایڈیشن نمبر
الخامسة والعشرون ١٤٢٨هـ
اشاعت کا سال
٢٠٠٧م
اصناف
هـ- الحياة الدنيا قصيرة الأمد، لا تعدو أن تكون ساعة، أو يوما من أيام الآخرة: ﴿يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا، يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا عَشْرًا، نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا يَوْمًا﴾ [طه: ٢٠/ ١٠٢-١٠٤] .
والحياة الدنيا دار تعب، وكدح وجد.
﴿يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاقِيه﴾ [الانشقاق: ٨٤/ ٦] .
ز- المؤمنون ينصرهم الله في الدنيا والآخرة، فليست الدنيا لظهور الكفر، والفساد فقط.
﴿إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ﴾ [غافر: ٤٠/ ٥١] .
ح- الحياة الدنيا دار لعب، ولهو، وتفاخر، وتكاثر:
﴿اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلادِ﴾ [الحديد: ٥٧/ ٢٠] .
﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ، حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِر﴾ [التكاثر: ١٠٢/ ١-٢] .
الآثار العملية والتربوية:
وهكذا نجد أن هذه الصفات، التي وصف الله بها الحياة، بمجموعها، تدعو المسلم إلى أمور، وتربيه على عادات أهمها:
أ- ألا يغتر بالحياة الدنيا، ويغفل عن الهدف الذي أوجدت من أجله بل يحاسب نفسه، ويعمل فيها على أنها دار امتحان مؤقت، فيبقى جادا يقظا، صبورا على الشظف، مغامرا تقدميا لا يقف طموحه عند حد، بل يتجاوز الأهداف الدنيوية القريبة، فيقوم بمشاريع تشبه المعجزات.
ب- ألا يحرم نفسه مع ذلك من خيراتها، بل يتمتع بهذه الخيرات على أن يحقق، بهذا التمتع عبوديته لله، ويستهدف من وراء كل متعة إرضاء الله.
ج- أن يصبر على بلواء الحياة وبأسائها؛ لأنه عرف مسبقا أنها دار كدح وابتلاء، فلا ييأس ولا يتذمر بل يصبر، ويستعد للجهاد.
د- أن يجند الفرد والمجتمع كل عدته لمنازلة أعداء الفضيلة والخير، من الجنة والناس، وأن يعلم أن الله ينصر المؤمنين، إن هم حققوا إيمانهم في سلوكهم واتبعوا كتابه ورسوله، وأخذوا بأسباب القوة والعزة، والمتعة كما أمرهم الله.
أما وصف الحياة الآخرة فهو واحد من أركان الإيمان، وسنعرضه مع العقائد إن شاء الله.
1 / 47