Foundations and Methods of Da'wah 1 - Al-Madinah University
أصول الدعوة وطرقها ١ - جامعة المدينة
ناشر
جامعة المدينة العالمية
اصناف
وعن العرباض بن سارية ﵁ قال: قال لي النبي ﷺ: «إني عند الله لخاتم النبيِّين، وإن آدم لمجندل في طينته»، رواه أحمد. وعن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه ﵁ قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «إن لي أسماء: أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله تعالى بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يُحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب الذي ليس بعده نبي»، أخرجه الشيخان.
ونسوق لأولئك القوم الذين انساقوا طوعًا أو كرهًا لرغبات الغرب، ووقعوا في شباكه تحت مسمَّى: "حوار الحضارات" و"لقاء الأديان"، فتخلَّوْا عن ثوابت الإسلام: نصوصًا من الأناجيل التي بين أيدي النصارى الآن، تشير بوضوح وصراحة إلى أنّ الإسلام هو خاتم الرسالات. كما أشار إلى ختم النبوة والرسالة بعض نصوص العهد القديم.
فممّا جاء في العهد القديم: "جاء الرّبّ من سيناء، وأشرق لنا من ساعير، وتلألأ من جبال فاران". ويذكر العلماء أنّ هذه العبارة تشير إلى أماكن نزول الوحي:
فالمجيء من سيناء: إشارة إلى رسالة موسى ﵇.
والإشراق من ساعير: دلالة على رسالة -عيسى ﵇.
والتلألأ من جبال فاران: تنبيه على رسالة محمد ﷺ؛ فإن جبل فاران هو أحد جبال مكة.
وهذا ما تشير إليه سورة (التين)، قال تعالى: ﴿وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ * وَطُورِ سِينِينَ * وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِينِ﴾ (التين:١ - ٣).
فلقد أقسم الله تعالى بهذه المواطن الثلاثة التي شهدت وحي السماء لأنبياء الله تعالى الثلاثة: عيسى، وموسى، ومحمد -عليهم جميعًا الصلاة والسلام-.
1 / 247