اتباع لا ابتداع - قواعد وأسس في السنة والبدعة
اتباع لا ابتداع - قواعد وأسس في السنة والبدعة
ایڈیشن نمبر
الثانية
اشاعت کا سال
مصححة ١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م (بيت المقدس / فلسطين)
اصناف
سننًا تتبع! ولا يخفى على المتبصر في دينه أن ذلك مما لا يسوغ اتباعه، إذ لا شرع إلا ما شرعه الله تعالى، وحسب المستحسن - إن كان مجتهدًا - أن يجوز له هو العمل بما استحسنه، وأن لا يؤاخذه الله به، أما أن يتخذ الناس ذلك شريعة وسنة فلا ثم لا. فكيف وبعضها مخالف للسنة العملية ... إلخ.
رابعًا: عادات وخرافات لا يدل عليها الشرع ولا يشهد لها عقل وإن عمل بها بعض الجهال واتخذوها شرعة لهم ولم يعدموا من يؤيدهم ولو في بعض ذلك ممن يدعي العلم ويتزيا بزيهم (١).
ويضاف إلى ما قاله الشيخ الألباني أن من أسباب البدع أيضًا تحيكم العقل في النصوص الشرعية من كتاب الله وسنة نبيه ﷺ الواردة في العبادات مع أن العقل لا مدخل له في هذا الباب لأنه لا يستطيع أن يدرك أسرار التشريع في العبادات فلو سأل أعقل الناس نفسه لماذا نصلي المغرب ثلاث ركعات ولماذا نصلي العشاء أربعًا لما وجد جوابًا مقبولًا عقلًا. ولو سأل آخر نفسه لماذا نصلي التراويح جماعة ولا نصلي سنة العشاء جماعة؟ مع أن كلًا منهما سنة.
ولو قلنا لماذا نقرأ القرآن في الصلاة حال القيام ولا نقرأه حال الركوع والسجود؟ والقرآن هو القرآن. فالأصل في هذا الباب أن لا ينبغي للعقل أن يتقدم بين يدي الشرع ولا بد من الوقوف عند موارد النصوص، فإن الله ﷾ جعل للعقول في إدراكها حدًا تنتهي إليه لا تتعداه ولم يجعل لها سبيلًا إلى الإدراك في كل مطلوب كما قال الشاطبي (٢).
ويمكن اعتبار أسبابٍ أخرى للبدع فيها مجال للنظر (٣).
(١) مناسك الحج والعمرة ص ٤٤ - ٤٥.
(٢) الاعتصام ٢/ ٣١٨.
(٣) انظر أسبابًا أخرى للبدع في البدع الحولية ص ٣٧ فما بعدها.
1 / 85