فن السيرة
فن السيرة
ناشر
دار الثقافة
ایڈیشن نمبر
٢
اصناف
الزهري وغيرهما، ثم على يد ابن إسحاق وريث كتاب المغازي الولين تسجيلًا دقيقًا للمعارك الحربية وما دار فيها من فنون.
وبتأثير العاملين معًا، عدت السيرة جزءًا من الحديث تخضع لأحكام الإسناد خضوعًا دقيقًا، فهي على هذا ليست رواية منطلقة مسترسلة، ولكنها روايات متفرقة مقيدة؛ يجمعها موضوع واحد، ويعوق الإسناد رواتها عن التفسير والتحليل، لأن جهد كاتبيها منصرف إلى الصدق في الخبر؛ ولسنا بسبيل التحدث عن أثر الحديث في طريقة التأليف عند المسلمين أو في اتجاهاتهم ودراستهم، وإنما يستطيع الباحث أن يشير إلى أن الاعتماد على الإسناد ظل بالغ الأثر في تلك الكتب التي ألفت عن الرجال وهي كتب الطبقات والتراجم، التي يمكن أن تعد بحق أغزر نوع من المؤلفات عند المسلمين، وربما لم يتح لأمة أخرى أن تعنى بتأليف المعاجم عن الرجال كما عني المؤلفون المسلمون بها، وتنوعت تلك اكتب وتعددت على مدى العصور حتى أصبح حصرها عبثًا معجزًا. فهنالك معجمات تفرد أصحاب كل علم من نحو وأدب وشعر وفقه وحديث وتصوف وقراءة، وتفرد أهل كل مذهب من شافعية وحنفية ومالكية وحنابلة، ومعجمات محصورة في البلدان كتاريخ بغداد للخطيب وتاريخ دمشق لابن عساكر، وتاريخ أصفهان لأبي نعيم وليست هذه التواريخ إلا تراجم للرجال المشهورين من علماء كل بلد. وهناك الكتب المتسلسلة التي يذيل بها التالي على عمل من تقدمه فيتيمة الدهر
1 / 14