حدث الأديب الثقة قال:
وإني لفي حوار مع إمام؛ إذ أقبل علي الإخوان جميعا يستنبئونني عن حال مصر، ويستطلعون طلعها، كل من الجانب الذي كان يعنيه في العاجلة: أما الشيخ محمد عبده فكان تسآله عن الدين وما ألم به، والأزهر وما نزل بساحته، وكان سؤال الشيخ حسن الطويل عن العلم والفلسفة، وقاسم أمين وملك ناصف فكان سؤالهما عن المرأة المصرية، وفتحي زغلول عن الحالة الأخلاقية والاجتماعية، ومصطفى كامل ومحمد فريد فكانا سئولين عن الحالة السياسية، وكان سؤال البارودي وإسماعيل صبري عن الشعر، والمويلحي وحفني ناصف عن الكتابة والأدب ، وحمزة فتح الله عن اللغة، وحسن جلال عن القضاء، وعبده الحامولي عن الغناء والموسيقى، والشيخ سلامة عن التمثيل ... فوقعت في حيص بيص،
52
وحاولت التملص والانفلات، والإقالة من هذه العثرات ... قلت: وما تسآلكم عن أشياء إن تبد لكم عسى أن تسوءكم، ولقد أراحكم الله من الخاسرة وأباطيلها، وأم دفر وأفاعيلها،
53
وأصاركم إلى ما أنتم فيه من نضرة النعيم والترفيه! على أن أكثر ما سألتموني عنه لست من ليله ولا سمره،
54
فلقد كنت في العاجلة أمقت السياسة كل المقت وأجتوي الاشتغال بها وبأهلها، وكنت أراها ضربا من التبطل واللهو
55
وعمل من لا عمل له ... ولقد كان الجدل - وبخاصة في السياسة والدين - من أبغض الأشياء إلي وأبعدها في رأيي عن اليقين:
نامعلوم صفحہ