71

قال محمد بن يحيى عليه السلام: صدق رسول الله صلى الله عليه أن الغيرة من الإيمان وفي ذلك ما يروى عنه أيضا أنه قال: ((إن الله ليحب الغيور))(1)، وهل شيء أحسن من الغيرة أو أفضل؛ لأن من غار حجب وستر وصان ومنع بذلك عن معاصي الله سبحانه، وقد نهى الله عز وجل النساء عن إبداء محاسنهن والخروج من بيوتهن فقال: {وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى}[الأحزاب:33]، وقال عز وجل: {وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن...} إلى قوله: {ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن}[النور:31]، وقال: {وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب}[الأحزاب:53]، ولا ينبغي لأحد عقل وعرف وآمن بالله أن يقصر في الحجاب والستر لحرمته ومنع الدخالات فإنهن الهاتكات للحرم المفسدات لهن الخارجات بصفتهن الداخلات بأخبار غيرهن إليهن، فيجب على كل من ميز أن يجنب منزله الدخالات فهن من أسباب الهتك.

وأما قوله صلى الله عليه: ((والمذال من النفاق)) فإنما أراد بالمذال الترك لهن والإرسال والإرخاء لحبالهن حتى يفسدن فذلك من أكبر النفاق والمنافق في النار؛ لأنه بنفاقه مرتكب لمعصية ربه، والعرب تسمي كل ما ترك أذبل.

وقال بعض الحكماء:

كم من كريمة معشر أزرى بها

ضعف الولي وأنها لم تحجب

وحجاب النساء أولى فهو من الإيمان.

[معنى حديث أنه صلى الله عليه وآله وسلم نهى أن يدبح الرجل في الصلاة كما يدبح الحمار]

صفحہ 71