[معنى النهي عن قيل وقال]
وسألت: عما روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله ((أنه نهى عن قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال وعقوق الأمهات ووأد البنات))(1) فقلت اشرح لي هذه المعاني شرحا بينا وسنشرح لك ما فيه نور لصدرك وجلاء لقلبك بحول الله وعونه.
قال محمد بن يحيى عليه السلام: أراد رسول الله صلى الله عليه وآله بالنهي عن قيل وقال: الكذب على الناس، والنميمة، والسعاية بينهم، وإذاعة الشتم فيهم وذلك يفعله أشرار الناس ليس لهم هم إلا قال فلان، وقيل له، وقلنا فإنما هم [الذين](2) يكذبون وفي أنواع القطيعة يحرصون، فهذا من القيل والقال، ومن القيل والقال أن يسأل عما لا يعنيه ويتكلم من الأمور ما قد كفيه، وإنما نهيه صلى الله عليه وآله عن كثر السؤال(3) والسؤال فهو التجسس عن الناس والإستخبار عن أمورهم منهم والطلب لعوراتهم، والحرص على اطلاع أسرارهم.
وقد نهى الله سبحانه عن ذلك فقال: {ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا}[الحجرات:12]، فقلت: هل يدخل السؤال عن العلم في هذا، ومعاذ الله ليس العلم من هذا في شيء طلبه واجب والسؤال عنه إلى الله مقرب لقوله عز وجل: {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون}[النحل:43]، وقال سبحانه: {فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين}[التوبة:122]، والتفقه فلا يكون إلا بالتعلم والمسألة والطلب.
صفحہ 32