ومن ذلك أيضا رجل يشتري دابة من صاحبها ثم يبيعها من رجل آخر
من قبل أن يقبضها، فحاله في ذلك أنه بيع مفسوخ لا تثبت له عقدة ولا تحل به معاملة.
[في معنى حديث: من أعتق عبدا له وله مال فماله له إلا أن يشترطه مولاه]
(1)وسألتم: عما روي عن النبي صلى الله عليه في قوله: ((من أعتق عبدا له وله مال فماله له إلا أن يشترطه مولاه))، وقد أنفذنا إليكم جوابها.
وسألتم: عن دخول المؤمن في شهادة الفاسقين وفي معاملاتهم وما يدعونه إليه من أمورهم.
قال محمد بن يحيى عليه السلام: ما أحب لرجل مؤمن ذي بصيرة
وإيمان أن يخالط أهل الفسق والردى المباعدين للحق والهدى؛ لأن الله سبحانه يقول: {لا تجد قوما [654] يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم}[المجادلة:22] والموانسة والإجابة لدعوتهم والقضاء لحوائجهم فمن أسباب الموادة وطرق المحبة، فإن خشي على نفسه من ظالم ضررا فليشهد بالحق وفي الحق وفي ما أجازه الله سبحانه ولا يشهد في أباطيلهم ولا في ما يضعونه من زخاريف آثامهم وقبيح أفعالهم.
[في تفسير العامة للقرآن]
وسألتم: عن تفسير العامة للقرآن وما يقولون به ويحتجون فيه.
قال محمد بن يحيى عليه السلام: قد قرأنا من تفسيرهم كثيرا فرأيناهم يكثرون الزلل والخطأ ويقلبون المعاني عن الحق والهدى وتكل أذهانهم عن المبالغة في تفسيره والمعرفة بغامضه، فما كان من تفسيرهم مصيبا للحق قبل، وما كان مما يهرجون فيه ويحيلون معانيه ويأتون بغير تفسيره لم ينظر إليه ولم يؤخذ به.
صفحہ 171