133

ومن النسخ ما ذكر الله عز وجل من إلقاء الشيطان ما يقول سبحانه: {وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم}[الحج:52] فأخبر تبارك وتعالى أنه ينسخ إلقاء الشيطان وكيده ويثبت الحق ويؤكده، فافهموا ذلك وفقكم الله للهدى وأعانكم على التقوى.

ومثل ذلك كثير لو ذكرناه قليله يجزي عن كثيره لمن أراد الحق من جميع الخلق، وهذا فهو مذهب القاسم بن إبراهيم والهادي إلى الحق صلوات الله عليهما وقولي أنا وهو الحق بعون الله عندنا والصواب لدينا.

[الثلاثة الذين خلفوا ومن هم؟]

وسألتم عن الثلاثة الذين خلفوا، فقلتم: من هم؟ وما معناهم؟

قال محمد بن يحيى عليه السلام: هو كعب بن مالك، وهلال بن أمية، ومرة بن ربيعة، تخلفوا عن رسول الله صلى الله عليه في غزوة تبوك من غير مرض ولا علة ولا عرض إلا طلبا للخفض وتركا للجهاد، واعتلوا بعلل لم يقبلها الله سبحانه منهم، فلما [625] قدم رسول الله صلى الله عليه المدينة أقبلوا مع الناس يسلمون عليه فلم يرد عليهم السلام ولم يكلمهم وأمر المسلمين ألا يكلموهم ولا يبايعوهم ولا يشاورهم وأقاموا بذلك مدة حتى ضاقت عليهم الأرض بما رحبت كما قال الله سبحانه، وكانوا في ذلك يتوبون إلى الله عز وجل ويتضرعون حتى قبل الله تبارك وتعالى توبتهم وعفى عنهم وغفر لهم فأمر نبيه بالصفح عن زلتهم، فصفح صلى الله عليه وقبلهم، فهذا ما كان من خبرهم وما سألتم عنه من صحة أمرهم.

[المضاربة وأحكامها وصفتها]

وسألتم عن المضاربة وما قيل فيها واختلاف أهل القول في أقاويلهم في أمرها وما وقع من الاختلاف حاطكم الله رد إلى الحق والصواب.

صفحہ 135