يستحب هبة المال
كان النبي ﷺ يدعو إلى إعطاء الهدية، فهو يقول ﷺ: تهادوا فإن الهدية تذهب وحر الصدر (أي الحقد) .
كما يقول ﷺ: تهادوا تحابوا كما يقول ﷺ: لا تحقرن جارة أن تهدي لجارتها ولو فرسن شاة أي ظلفها. رواه الشيخان والترمذي
يستحب أخذ الهبة
كما كان النبي ﷺ يرغب في قبول الهدية وعدم ردها، فهو يقول ﷺ: من بلغه معروف من أخيه، من غير مسألة، ولا إشراف نفس (أي. تطلع)، فليقبله، ولا يرده، فإنما هو رزق ساقه الله إليه. صحيح ابن حبان (ج ٥ ص ١٧١)
ويقول ﷺ: لو أهدي إلي كراع (وهو ما دون الكعب من الدابة) لقبلت. ولو دعيت عليه لأجبت. رواه أحمد والترمذي
يستحب المكافأة على الهدية
ويستحب المكافأة على الهدية لما رواه أحمد والبخاري وأبو داود والترمذي عن عائشة قالت: كان رسول الله ﷺ يقبل الهدية ويثيب عليها.
ويقول رسول الله ﷺ: من أعطي عطاء فوجد (أي سعة من المال) فليجزه، ومن لم يجد فليثن، فإن من أثنى فقد شكر، ومن كتم فقد كفر، ومن تحلى بما لم يعط كان كلابس ثوبي زور رواه أبو داود والترمذي.
بعض أنواع الهبات المحرمة
ويثاب الإنسان على هبته بقدر نيته، هل هي لغرض التحبب إلى الناس وتقوية روابط الود أم هي لغرض الوصول إلى هدف غير مشروع.
فقد حرم الإسلام الرشوة لأنها أكل لأموال الناس بالباطل، فالرشوة لا تعطى بقصد الإكرام وإنما لطلب فعل الجرائم أو المساعدة على المنكرات.
ويقول رسول الله ﷺ: ما من قوم يظهر فيهم الربا، إلا أخذوا بالسنة، وما من قوم يظهر فيهم الرشا، إلا أخذوا بالرعب رواه أحمد.
كما حرم الإسلام هدايا العمال وهي ما يقدم لصاحب منصب في الدولة تقربا من الشخص لا لمزايا شخصية ولا لصداقة، ولكن فقط لأنه صاحب منصب، فهي في الواقع تقرب من المنصب.
وقد قال رسول الله ﷺ في ذلك: ما بال العامل نبعثه، فيجيء، فيقول: هذا لكم وهذا أهدى لي، ألا جلس في بيت أمه أو أبيه فلينظر: هل يهدى له أم لا؟ سنن أبي داود.
كما حرم الإسلام هدية الشفاعة وقد سماها الرسول (بابا عظيما من أبواب الربا) .
يقول ﷺ: من شفع لأخيه شفاعة، فأهدى له هدية عليها فقبلها، فقد أتى بابا عظيما من أبواب الربا. سنن أبي داود. ذلك أن الإسلام يجعل من مساعدة المظلومين ومهضومي الحقوق واجبا يدخل في باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومن الطبيعي ألا يؤخذ على الواجب أجر.
1 / 142