259

Fiqh of the Signs of the Hour

فقه أشراط الساعة

ناشر

الدار العالمية للنشر والتوزيع

ایڈیشن

السادسة

اشاعت کا سال

١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م

اصناف

وقوله ﷿: ﴿وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا (٦٣)﴾ [الأحزاب: ٦٣] (١)، وقد أثنى الله ﷿ على الصحابة- ﵃، وامتدح من اتَّبَعَهُمْ بإحسانٍ؛ فمن خالف هديهم؛ فقد ضَلَّ ضلالًا بعيدًا، واتَّبع غير سبيل المؤمنين (٢).
فَائِدَة
عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: خَسَفَتِ الشَّمْسُ، فَقَامَ النَّبِيُّ ﷺ فَزِعًا، يَخْشَى أَنْ تَكُونَ السَّاعَةُ، فَأَتَى المَسْجِدَ، فَصَلَّى بِأَطْوَلِ قِيَامٍ وَرُكُوعٍ وَسُجُودٍ رَأَيْتُهُ قَطُّ يَفْعَلُهُ، وَقَالَ: «هَذِهِ الآيَاتُ الَّتِي يُرْسِلُ اللَّهُ، لاَ تَكُونُ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلاَ لِحَيَاتِهِ، وَلَكِنْ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ، فَافْزَعُوا إِلَى ذِكْرِهِ وَدُعَائِهِ وَاسْتِغْفَارِهِ» (٣).
قال الحافظ ابن حجر -رحمه الله تعالى-: "يُشْكِل هذا الحديث مِن حيث إن للساعة مقدماتٍ كثيرةً لم تكن وقعت؛ كفتح البلاد، واستخلاف الخلفاء، وخروج الخوارج، ثم الأشراط؛ كطلوع الشمس من مغربها، والدابة، والدجال، والدخان، وغير ذلك.
وَيُجَابُ عَنْ هَذَا:
-باحتمال أن تكون قصة الكسوف وقعت قبل إعلام النبي ﷺ بهذه العلامات.
-أو لعله خشي أن يكون ذلك بعض المقدمات.

(١) ولا يَستبعدُ وقوعَ الساعة، واقترابَ أشراطِها إلا الغارقون في الشهوات؛ فمِن ثَمَّ جاءت هذه الآياتُ واعظة لهم ومخوفة.
(٢) وانظر تفصيل هذا الشرط الثالث ص (٢٩٧ - ٣٠٥).
(٣) رواه البخاري (٢/ ٥٤٥).

1 / 259