Fiqh of the Signs of the Hour
فقه أشراط الساعة
ناشر
الدار العالمية للنشر والتوزيع
ایڈیشن نمبر
السادسة
اشاعت کا سال
١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م
اصناف
صَلَاةِ الْعَصْرِ اِلىَ غُرُوبِ الشَّمْسِ، أُوتِيَ أَهْلُ التَّوْرَاةِ التَّوْرَاةَ فَعَمِلُوا، حَتَّى اذَا انْتَصَفَ النَّهَارُ عَجَزُوا، فَأُعْطُوا قِيرَاطًا قِيرَاطًا، ثُمَّ أُوتِيَ أَهْلُ الْإِنْجِيلٍ الْإِنْجِيلَ فَعَمِلُوا إلى صَلَاةِ الْعَصْرِ، ثُمَّ عَجَزُوا، فَأُعْطُوا قِيرَاطًا قِيرَاطًا، ثُم أُوتينَا الْقُرْآنَ، فَعَمِلْنَا الى غُرُوبِ الشَّمْسِ، فَأُعْطِينا قِيرَاطَيْنِ قِيرَاطَيْنِ، فقَالَ أَهْلُ الكِتَابِ: أَيْ رَبّنا أَعْطَيتَ هَوُلَاءِ قِيرَاطَينِ قِيرَاطَينِ، وَأَعطَيتَنَا قِيرَاطًا قِيرَاطًا، ونَحْنُ أكثَر عَمَلًا؟ قَالَ: قَالَ الله ﷿: هَلْ ظَلَمْتُكُمْ مِنْ أَجْرِكُمْ مِنْ شَيْءٍ؟ قَالُوا: لَا، قًالَ: فهو فَضْلِي أُؤتيهِ مَنْ أَشَاءُ".
وفي رواية "إِنَّمَا أَجَلُكُمْ فِيمَا خَلَا مِن الْأُمَمِ، كَمَا بَيْنَ صَلَاةِ الْعَصْرِ اِلَى مَغَارِبِ الشَّمْسِ، وَإِنَّمَا مَثَلُكُمْ وَمَثَلُ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى،
= وكلُّ هذه النصوص تدلُّ على شدَّة اِقتراب الساعةِ كما دل عليه قولُهُ تعالى: ﴿اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (١)﴾ [القمر]، وقولُهُ تعالى: ﴿اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ﴾ [الأنبياء: ١]، وقد فُسِّرَ قولُه ﷺ: "بُعثْتُ أنا والساعةَ كهاتينِ"، وقَرنَ بين السبابةِ والوسطى، فَقربُ زمانِهِ من الساعةِ كقربِ السبابةِ من الوسطى، وكأن زمنَ بعثتِه يعقُبُه الساعةُ من غير نبي آخرَ بينه وبين الساعة، كما قال في الحديث الصحيح: "أَنَا الحاشرُ يُحشرُ الناسُ عَلَى قَدَمِي، وأنا العاقبُ".
فالحاشر: الذي يَحشرُ الناسَ لبعثِهِم يومَ القيامةِ على قدمِهِ، يعني أن بعثَهم وحَشرَهم، يكونُ عَقِيب رسالتِهِ فهو مبعوثٌ بالرسالةِ، وعقيبه يُجمعُ الناسُ لحشرِهم.
والعاقب: الذي جاء عَقيبَ الأنبياء كلهم، وليس بعدَه نبي، فكان إرسالُه من علاماتِ الساعةِ.
وفي "المسند" عن ابن عمرَ، عن النَبي ﷺ قال: "بعثتُ بالسيفِ بينَ يدي الساعة، حَتَى يُعبَدَ اللهُ وحدهُ لا شريكَ له". اهـ من "فتح الباري شرح صحيح البخاري" لابن رجب (٤/ ٣٣٤ - ٣٦٦).
1 / 242