Fiqh al-Da'wah in Sahih al-Bukhari
فقه الدعوة في صحيح الإمام البخاري
ناشر
الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد
ایڈیشن نمبر
الأولى
اشاعت کا سال
١٤٢١ هـ
اصناف
معنى ذلك، وأن النبي ﷺ صعد الصفا يريد الإسماع؛ ولذلك شرع للمؤذن صعود السطوح والمواضع المرتفعة؛ ليكون أقوى لصوته، وأسمع له (١).
فعلى الداعية أن يعتني بهذه الوسيلة عند الحاجة إليها.
ثامنا: اختيار الداعية الوقت المناسب للمدعوين: لا شك أنه ينبغي للداعية أن يختار الأوقات المناسبة للمدعوين، حتى يستطيع بتوفيق الله تعالى- أن يؤثر عليهم؛ ولهذا اختار النبي ﷺ وقت الصباح حينما بدأ بإنذار قريش؛ لكون هذا الوقت أنسب لهم، وأسمع لصوته (٢).
فينبغي للداعية أن يتحرى أوقات الفراغ والنشاط والحاجة عند المدعوين؛ ولهذا قال عبد الله بن مسعود ﵁: «كان النبي ﷺ يتخولنا بالموعظة في الأيام كراهة السآمة علينا» (٣) والمعنى كان ﷺ يراعي الأوقات في تذكيرهم (٤).
تاسعا: من وسائل الدعوة: التأليف بالمال: لا شك أن التأليف بالمال من وسائل الدعوة إلى الله تعالى، وقد أشار إليه هذا الحديث في قوله ﷺ لفاطمة ﵂: " سليني من مالي ما شئت " قال العيني ﵀: " فيه أن الائتلاف للمسلمين وغيرهم بالمال جائز وفي الكافر آكد " (٥) فينبغي للداعية أن يكون كالطبيب الذي يشخص المرض أولا، ثم يعطي العلاج على حسب نوع المرض، فإذا علم الداعية أن المدعو بحاجة إلى التأليف بالمال أعطاه؛ ولهذا كان النبي ﷺ يعتني بهذه الوسيلة عناية فائقة حتى قال: «إني أعطي الرجل وغيره أحب إلي منه، خشية أن يكبَّ في النار على وجهه» (٦)
(١) انظر: عارضة الأحوذي بشرح سنن الترمذي لابن العربي، ٦/ ٢٧٠، وفتح الباري لابن حجر، ٨/ ٥٠٢. (٢) انظر: عارضة الأحوذي، بشرح سنن الترمذي، لابن العربي، ٦/ ٢٧٠. (٣) البخاري، كتاب العلم، باب ما كان النبي ﷺ يتخولهم بالموعظة والعلم كي لا ينفروا، ١/ ٢٩، برقم ٦٨. (٤) انظر: فتح الباري لابن حجر، ١/ ١٦٢. (٥) عمدة القاري ١٤/ ٤٨. (٦) متفق عليه من حديث سعد بن أبي وقاص ﵁: البخاري، كتاب الإيمان، باب إذا لم يكن الإسلام على الحقيقة ١/ ١٥، رقم ٢٧، ومسلم، كتاب الإيمان، باب تأليف قلب من يخاف على إيمانه لضعفه ١/ ١٣٢، برقم ١٥٠.
1 / 85